فوددت تقبيل السيوف. السيف في الثقافة العربية

والكاملُ بتامِّه ومجزوءاته من أبسط بحور الشعر ومن أكثرها استعمالًـا في الشعر العربي، القديم منه والحديث مدَحَ الخلفاء الأمويِّين وولاتهم بينما هجا أعداءهم فعاش مُقرَّبًا إلى بني أميّة، مُعَزَّزًا ومُكرَّمًا
أما إذا جئنا للشعر، فحدث ولا حرج عند الكلام عن السيف، وسوف أضرب أمثلة للشعر العربي الذي تعلمناه وحفظناه في المدرسة ونحن في سن المراهقة، والأمثلة من أعظم شعراء العرب؛ أبو الطيب المتنبي وعنترة بن شداد العبسي وأبو تمام: يقول أبوتمام في أشهر أبياته: السّيف أصدق إنباءً من الكتبِ في حده الحدّ بين الجدّ واللّعبِ يبدو أن أبا تمام كان من جبهة الرفض وكان لا يؤمن بالسلام لأنه يرى أن الحرب هي أفصل وسيلة لإنهاء المشاكل مع الأعداء، والحرب هي الجد، أما السلام فهو اللعب! المشبّه والمشبّه به هما الركنانِ الأساسيّان في التّشبيه ويسميانِ طرفي التشبيهِ كان مُتحمِّسًا للفرزدق ضدّ جرير، لكنّ مُفرَدات هجائِهِ كانت أعفّ بكثير من مُفرَدات كلٍّ من الفرزدق وجرير - - - أخيرًا؛ شكرًا للمواقع الالكترونية النظيفة التي حصلت منها على المصادر المذكورة في مقالاتي

يمكن للراصد أن يلاحظ أن ثمّة قصة حبّ مدسوسة في الغالبية الساحقة الماحقة للقصص والروايات، سواء أكانت هي القصة الرئيسة، أو كانت عكّازا لفكرة أخرى.

1
فوددت تقبيل السيوف كأنها .. لمعت كبارق ثغرك المتبسم
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
ولقد ذكرتك والرماح نواهل من القائل
ورقَّة فيها نسيم الصباح 9- الناس كأسنان المشط
شعر غزل فاحش قصير
زمن ما قبل الرواية كان الشعر ديوان العرب
قصص الحب التي ترد في الأدب، وحتى في التاريخ فيها مبالغة بطبيعة الحال، وتركيز على بؤر معين من العلاقة وتضخيمها لأعراض السرد ولأغراض الحبكة، وهذا ما لا يحدث في الواقع في هذا المثال ذكرت الأداة فالتشبيه مرسل وحذف وجه الشبه فهو مجمل، إذن هذا التشبيه مرسل ومجمل
كم من المتاعيس صنعت أيها الحب الأدبي؟! ويقول في موضع آخر: أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُيوفِ القَواضِب وَأَصبو إِلى طَعنِ الرِماحِ اللَواعِبِ وَأَشتاقُ كاساتِ المَنونِ إِذا صَفَت وَدارَت عَلى رَأسي سِهامُ المَصائِبِ وَيُطرِبُني وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَنا حُداةُ المَنايا وَاِرتِعاجُ المَواكِبِ تَطيرُ رُؤوسُ القَومِ تَحتَ ظَلامِها وَتَنقَضُّ فيها كَالنُجومُ الثَواقِب أتخيل عنترة ينام على ظهره في الصحراء يحاول أن يعرف عدد النجوم في السماء الصافية، ولكن فجأة يأخذه الحنين إلى ضرب السيوف وطعن الرماح وسهام المصائب والرؤوس تطير في الظلام، يعني الشخص الطبيعي يحن إلى الحبيب أو إلى الأهل والأصدقاء، أو على الأقل يحن إلى ساندويتش فول وطعمية أو طبق كشري، ولكن يحن إلى طعن السيوف والرماح والسهام وطيران رؤوس القوم، فهذا خيال شخص مريض بالقتل، ويبدو أن الشاعر الشهير أبو تمام أيضا انضم إلى جبهة الرفض فها هو يقول: بيض الصّفائح لا سود الصّحائف في متونهنّ جلاء الشّك والريب فهو يكرر ما قاله المتنبي بأن السيوف أهم من الكلام، وكل هذا الشعر الذي تعلمناه في فترة المراهقة غرس في نفوسنا تقدير وتعظيم السيف والحرب وتحقير السلام والمفاوضات، واعتبار اللجوء إلى السلم هو دليل الضعف والخنوع، وأن السيف يحل كل المشاكل وكل المسائل، لذلك لا تتعجبوا إذا ظهرت بيننا "داعش" أو "القاعدة" تقطع الرؤوس بالسيوف لأنها تحقق أحلام عنترة العبسي! عِلمًا أني عثرت للشاعر على مثل هذا البيت بين أبيات في قصائد آخرى من هذا النوع في بحر الكامل ملاحظة أخرى: لا يجب الوقوع بالخطإ العَروضي التالي: وضْعُ القوافي التي على وزن فَعْلُنْ مثالًـا: بَدْر وغيرها التي على وزن فَعِلُنْ مثالًـا: قمَر في القصيدة نفسها - - - - - مجزوء الكامل العروض الثالثة مجزوءة- مُتَـفاعِلُنْ، مثل الأولى؛ سمِّيَت مجزوءة لأنها تخصّ مجزوء الكامل فيجب أن تكون عروضُهُ مُتَـفاعِلُنْ ولا يستخدمه مقدمةً، أو تمهيدًا، أو أداةً لغرض آخر

.

الحبُّ حمارُ السَّرْد!
}- التوراة، سِفر التثنية 32: 1-4 وكان يشوع بن نون مع موسى حينما ألقى النشيد
ولقد ذكرتك والرماح نواهل من القائل
هذه هي كلمات الصدر في بيت شعر للشاعر الجاهلي عنترة من قصيدة طويلة الشاعر معروف بقصته الشهيرة التي تعد من أجمل القصص الجاهلية هذا الشاعر الفارس الذي رفض العبودية والذل وأبى إلا أن يكون شاعرا
الحبُّ حمارُ السَّرْد!
وكانت في الفرزدق محافظة بدوية لا تخلو من دعابة