وتابع: وبناءً على ذلك: فإن نزل الدم من فرج المرأة في زمن الحيض بالقدر المعهود في نزوله في أول أيام الحيض فإنه يكون دم حيض، أيًّا كان لونه: أحمر، أو أسود، أو بنيًّا، أو يميل إلى الاصفرار، فكل هذه الألوان هي ألوان لدم الحيض، وعلى المرأة التوقف عما يحرم على الحائض فعله؛ من صلاة، وصيام، وتلاوة للقرآن، وتمكين للزوج من الجماع | وقد ذهب بعض الفقهاء والعلماء إلى أنَّ نزول المذي يبطل الصيام أيضًا مثل المني حتى لو لم يكن دون مباشرة، ومن الذين ذهبوا إلى هذا القول: مالك وإسحاق وابن قدامة، والله تعالى أعلم |
---|---|
هل يوجب نزول المذي الغسل أم الوضوء؟ إنَّ نزول السائل اللزج الذي يعقب مشاهدة مثيرة أو التفكير بالشهوة والذي يسمَّى مذيًا لا يوجبُ الغسل، وإنَّما ينقضُ الوضوء فقط، وقد أكَّد ذلك حديث علي بن أبي طالب السابق، وقد أشار عليه الرسول أن يتوضأ من المذي فقط، وقد يسأل البعض عن حكم نزول المذي بشهوة هل يوجب الغسل؟، ولا يتغيَّر الحكم في ذلك، إذ أنَّ المذي أساسًا هو نزول سائل لزج نتيجة تفكير بشهوة أو عند هيجان الشهوة ولكنه يخرج دون رعشة ودون لذة ودون تدفق ولذلك يختلف عن المني، وعلى ذلك فإنَّ خروج المذي بشهوة أو بدون شهوة فإنَّه لا يوجب الغسل وإنَّما يجزيه والله تعالى أعلم | ب- أما إذا كان كثيراً يؤثر كما تؤثر الحجامة فالصحيح أنه لا يحل له ذلك إذا كان صومه واجباً لأن هذا يفطر ، وإن كان تطوعاً فلا حرج في هذا، لأن التطوع يجوز للإنسان أن يقطعه |
تسأل سؤال آخر يتعلق بالطهر تقول: هل الدم الذي يخرج من المرأة بعد غسلها من الحيض، وبعد أن ترى الطهر، وقد تراه بنفس يوم اغتسالها أو بعده بيوم أو يومين، هل يجزئ الوضوء فقط؟ أم الاغتسال؟ مع العلم أنه في بعض الأحيان يكون في كل الأوقات، وإذا كان يوجب الغسل، فما العمل في الصلوات التي في الماضي؟ مع العلم أن الدم قليل جدًا، أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
29أما الشيء اليسير من الدم الذي يخرج، ولو باختيار الإنسان فهذا لا بأس به مثل أن يسحب منه دم يسير لفحصه وتحليله فإن ذلك لا بأس به؛ لأن هذا ليس حجامة ولا بمعنى الحجامة، ولا يؤثر على البدن تأثير الحجامة، ومثل هذا لو قلع الصائم ضرسه فخرج منه دم فإن هذا الدم لا يفطره، لكن عليه أن يحول دون ابتلاع الدم حتى لا يصل إلى معدته، ولكن مع هذا لو تهرب شيء من هذا الدم بغير اختياره فإنه لا يفطر بذلك، والله الموفق | الإجابة: لا يؤثر ذلك على شيئاً، فإذا جرح الصائم وخرج دم كثير فإنه لا يؤثر شيئاً، ذلك لأن هذا الجرح بغير اختياره، ومن شروط كون المفطر مفطراً أن يكون باختيار الفاعل، أما ما وقع بغير اختياره فإنه لا يضره ولا ينقض صيامه ولا يفطره، ولذلك لو احتلم الرجل في صيامه وخرج منه الماء فإنه لا يفطر بذلك، لأنه بغير اختياره |
---|---|
ومن الإفرازات النسائية الكدرة وهي الإفرازات ذات اللون البني الفاتح والغامق، وقد اختلف الفقهاء هل هي من الحيض أي إذا رأتها المرأة بطل صيامها؟، فالحنابلة والشافعية من وجه قالوا يبطل صيامها إذا رأت الكدرة في أيام الحيض، أما إذا رأتها في غير أيام الحيض فهي استحاضة، وذهب الحنفية والشافعية إلى أن الكدرة حيض، إذا رأتها المرأة بعد مضي خمسة عشر يومًا من الطهر ولو كانت في غير أيام حيضها بشرط أن يتبعها دم الحيض الأحمر والأسود، وعليه فإن الكدرة تبطل بها الصيام | هل نزول المذي يبطل الصيام؟ إنَّ نزول المذي لا يعدُّ مثل نزول المني بالنسبة للحكم سواءً في الغسل أو في الصيام، وقد اختلف الفقهاء فيما إذا كان المذي يُفسد الصيام أم لا، فذهب الحنابلة إلى أنَّ المذي يُبطل الصيام إذا كان بسبب التقبيل أو اللمس باليد مباشرة وما شابه ذلك أمّا إذا كان بسبب النظر لا يبطله، أمَّا الشافعي فقد ذهبا إلى أنَّ المذي لا يُبطِل الصيام إطلاقًا سواءً كان سببه المباشرة أو لا، ويقتصر ذلك على نزول المني فقط |
وأما إذا كان عادتها خمس، ثم اغتسلت ثم جاءها الدم، دم مثل الدم الأول دم صحيح، هذا تدع الصلاة والصيام وتجلس حتى ينتهي، إلا إذا زاد عليها بعد خمسة عشر يوم فأكثر، زاد على ذلك؛ فهذا يكون استحاضة، أما ما دام في حدود خمسة عشر فأقل فإنه حيض؛ لأن الحيضة قد تبلغ خمسة عشر، وأربعة عشر، وثلاثة عشر، لكن الغالب ستًا.
24