وعن نافع: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمس مائة فقيل له: هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف؟ فقال: إنما هاجر به أبواه | هذا أصعب من الذي قبله؛ فإنَّ الشيء قد يكون جهة فساده يقتضي تركه فيلحظه المتورع؛ ولا لحظ ما يعارضه من الصلاح الراجح؛ وبالعكس فهذا هذا |
---|---|
والمؤمن يخاف أن يزل لسانه بكلمة خبيثة مسخطة للرب تهوي به في النار قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمغرب | ومن الأبواب العظيمة التي أعمل فيها السلف الصالح الورع باب الفتوى والقول على الله بلا علم فقد كان أئمة العلم يتورعون عن الفتوى بلا علم وتثبت ونظر في العواقب لا سيما في مسائل الدماء والفروج والفتن وكانوا كثيرا ما يستروحون بكلمة لا أعلم قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: والله إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون |
بفتح أوله ويجوز الضمُّ، يقال: رابه يريبه بالفتح، وأرابه يريبه بالضمِّ ريبة، وهي الشكُّ والتردد، والمعنى إذا شككت في شيء فدعه، وترك ما يُشَكُّ فيه أصل عظيم في الورع.
وقال ابن تيمية: فإن ورع الخوارج والروافض والمعتزلة ونحوهم من هذا الجنس تورعوا عن الظلم وعما اعتقدوه ظلما من مخالطة الظلمة في زعمهم حتى تركوا الواجبات الكبار من الجمعة والجماعة والحج والجهاد ونصيحة المسلمين والرحمة لهم | وقد نهى الله تعالى عن الاقتراب من المحرمات بقوله: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا |
---|---|
قِيلَ: أَرَأَيْتَ إنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ |
فلمسه وقال: أحرير هذا؟ قلت: لا إنه من قطن.