أنس بن مالك. دُعَاءُ أَنس بن مالك ( من دعا بهذا الدعاء في صباح لم يقدر أحد على إيذائه )

وفي رواية ثالثة: أن أبا عامر لم يكن صحابياً ولم يأت المدينة المنورة، بل أتاها ابنه مالك، قال : «قدم مالك ابن أبي عامر المدينة من اليمن متظلماً من بعض ولاة بني تيم بن مرة، فعاقده وصار معهم» قال : والله لقد رأيت على كتفيه أسدين ، كلما كلمته يهمَّان إليَّ فكيف لو فعلت به شيئاً ؟! الصحابي الجليل أنس بن مالك هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، وُلد أنس قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة بعشر سنوات، وكان يُكنَّى بأبي حمزة، وقد لُقِّب أنس بخادم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكان فخورًا بهذا اللقب، أمُّه هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام، وأخوه البراء بن مالك وزيد بن مالك أيضًا، لازم أنس رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عشر سنوات، منذ أن هاجر المسلمون إلى المدينة حيث كان عمر أنس عشر سنوات حتَى وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سنة 11 للهجرة، وكان عمر أنس عشرين عامًا تقريبًا، كان يكتم سرَّ رسول الله ويخدمه بكلِّ ما أوتي من صدق وأمانة وحُب، وقد روى عنه الكثير من الأحاديث التي أورد منها ومسلم في صحيحَيْهِما قرابة مئة وثمانين حديثًا، وقد عاش أنس بن مالك -رضي الله عنه- عمرًا طويلًا، حتَى بلغ خلافة بن مروان، ورحل إلى دمشق والبصرة، وكان آخر من مات من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في البصرة، حيث تشير الروايات إلى أنَّه توفِّي سنة 93 للهجرة، والله أعلم
ويظهر أن أهل المدينة عندما رأوا فقيهها وإمامها ينزل به ذلك النكال سخطوا على بني العباس وولاتهم، وخصوصاً أنه كان مظلوماً، فما حرض على الفتنة ولا بغى ولا تجاوز حد الإفتاء، ولم يفارق خطته قبل الأذى ولا بعده، فلزم درسه بعد المحنة لا يحرض ولا يدعو إلى فساد، فكان ذلك مما زادهم نقمة على الحاكمين، وجعل الحكام يحسون بمرارة ما فعلوا، لذلك عندما جاء أبو جعفر المنصور إلى حاجاً أرسل إلى مالك يعتذر إليه، قال الإمام مالك: «لما دخلت على أبي جعفر، وقد عهد إلي أن آتيه في الموسم، قال لي: «والله الذي لا إله إلا هو ما أمرتُ بالذي كان ولا علمتُه، إنه لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنتَ بين أظهرهم، وإني أخالك أماناً لهم من عذاب، ولقد رفع الله بك عنهم سطوة عظيمة، فإنهم أسرع الناس إلى الفتن، وقد أمرت بعد والله أن يؤتى به من المدينة إلى العراق على قتب، وأمرت بضيق محبسه والاستبلاغ في امتهانه، ولا بد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما لك منه»، فقلت: «عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه، قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله وقرابته منك»، قال: «فعفا الله عنك ووصلك»

الأرض قال ثابت: كنت مع أنس فجاءه قَهْرمانُهُ -القائم بأموره- فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا.

10
سيرة الصحابي أنس بن مالك
الصحابي الجليل أنس بن مالك
سيرته ولد عبد الحميد طهماز عام 1937م في حماة حيث تلقى تعليمه الأساسي والثانوي، ثم انتقل إلى دمشق ملتحقا بكلية الشريعة في جامعة دمشق ولازم لمدة 7 سنوات شيخه محمد الحامد الذي أجازه في العلوم الشرعية؛ تأثر عبد الحميد طهماز بمحمد الحامد وبمنهجه بل وألف كتابا عنه بدمشق عام 1971م بعنوان "العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد"
أنس بن مالك
فنظر فلم تَعْدُ أرضه إلا يسيرا
فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً جلوسه للدرس والإفتاء بعد أن اكتملت دراسة مالك للآثار والفُتيا، اتخذ له مجلساً في للدرس والإفتاء، ولقد قال في هذا المقام وفي بيان حاله عندما نزعت نفسه إلى الدرس والإفتاء: «ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاوِر فيه أهلَ الصلاح والفضل والجهة من المسجد، فإن رأوه لذلك أهلاً جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع لذلك»
وكذلك فعل مالك في مسكنه، فقد كان يسكن في دار ، ليقتفي بذلك أثر عبد الله بن مسعود وقال : قلت لأبي: «من أثبت أصحاب ؟»، قال: «مالك أثبت في كل شيء»

خدم أنس بن مالك النبي محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، عامله فيها النبي محمد معاملة الولد، وكنّاه أبو حمزة، فكان يخصّه ببعض أحاديثه، وأحيانًا ما كان يناديه «يا بني»، وما عاتبه على شئ فعله، وما ضربه قط.

16
أنس بن مالك
فقال أنس بن مالك : لو عرفت صحة ذلك لعبدتك من دون الله تعالى ، وشككت في قول رسول الله ، فإنه عَلَّمني دعاء وقال : كُلُّ مَنْ دَعَا بِه فِي كُلِّ صَبَاح لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ عَلَى أَذِيَّتِهِ ، وَلَمْ يكن لِأَحَدٍ عليهِ سبيلٌ وقد دعوت به في صباحي هذا
تعريف بأنس بن مالك
وقد كان جلوس مالك للإفتاء في المسجد النبوي بعد أن اكتمل عقله ونضج فكره، وفي حياة بعض شيوخه الذين عاشوا بعد أن نضج واكتمل، ولم تُبين المصادر السنَّ التي جلس فيها مالك للإفتاء بالتعيين الذي لا شك فيه
سيرة الصحابي أنس بن مالك