ويرى عدد من المؤرخين أن الخليفة الجديد لم يكن راضيًا عن نزوله بالسلطة، وأنه كان يطمح من خلال قيادته الجيش إلى الاضطلاع بدور سياسي مستقبلًا | المجتمع العباسي كان مقسمًا من ناحيتين؛ الأولى: الناحية الدينية؛ حيث يوجد ، ومن ثم وهم المعتقون المسلمون، ومن ثم ، وهم عموم رعايا الأديان التي اعترفت بها ، وأخيرًا الرقيق، وهم العبيد والجواري الذين كانوا يباعُون ويشترَوْن أو يُأسَرُون في عهد الدولة العباسية |
---|---|
غير أن لومبارد وكويريه، وكذلك جورج مينوا، قد أشاروا إلى انهيار شبه تام للعلوم في الدولة العباسية، منذ ، وذلك لا يعود فقط لتدهور الاستقرار السياسي، وتراجع حال المعيشة، بل لبروز تيارات دينية متشددة، استطاعت السيطرة على القصر، وأثرت على العلوم بشكل سلبي، وأحد هذه التيارات، كما اتفق المؤرخون الثلاثة، التي ركَّزت على سلبية التعاطي مع أي علم أو كتاب غير ، ونحا بعض علمائها لاعتبار ذلك الزمان زندقة، وجاء في إحدى أدبيات : لا تفرط في دراسة الكواكب، إلا لمساعدتك على تحديد ساعات الصلاة، لا أكثر من هذا | اعمال أبو العباس السفاح إنطلاقاً من هذا المبدأ انطلق أبو العباس السفاح فى تصفية بقايا البيت الأموى ومطاردتهم فى كل مكان والقضاء عليهم بقسوة بالغة يعاونه فى عملية التصفية عمه عبدالله بن على بالشام الذى قتل أعداداً كبيرة من بنى أمية ونبش قبور موتاهم ولما رأى جسد هشام بن عبدالملك بن مروان ضربه بالسياط ثم حرقه وذرى رماده فى الهواء |
وكان السفاح مريضًا، فاشتد عليه مرضه حتى جلس على المنبر، وقام عمه ، فقال: الحمد لله شكراً، الذي أهلك عدونا، وأصار إلينا ميراثنا من بيتنا، أيها الناس، الآن انقشعت حنادس الظلمات، وانكشف غطاؤها، وأشرقت أرضها وسماؤها، فطلعت شمس الخلافة من مطلعها، ورجع الحق إلى نصابه، إلى أهل نبيكم، أهل الرأفة والرحمة والعطف عليكم، أيها الناس، إنا والله ما خرجنا لهذا الأمر لنكنز لجيناً ولا عقياناً، ولا لنحفر نهراً، ولا لنبني قصراً، ولا لنجمع ذهباً ولا فضة، وإنما أخرجتنا الأنفة من انتزاع حقنا، والغضب لبني عمنا، ولسوء سيرة بني أمية فيكم، واستذلالهم لكم، واستئثارهم بفيئكم وصدقاتكم، فلكم علينا ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس، أن نحكم فيكم بما أنزل الله، ونعمل بكتاب الله، ونسير في العامة والخاصة بسيرة رسول الله، تباً تباً لبني أمية وبني مروان، آثروا العاجلة على الآجلة، والدار الفانية على الدار الباقية، فركبوا الآثام، وظلموا الأنام، وارتكبوا المحارم، وغشوا الجرائم، وجاروا في سيرتهم في العباد، وسنتهم في البلاد التي بها استلذوا تسربل الأوزار، وتجلبب الآصار، ومرحوا في أعنة المعاصي، وركضوا في ميادين الغي جهلاً منهم باستدراج الله، وعميًا عن أخذ الله، وأمنًا لمكر الله، فأتاهم بأس الله بياتاً وهم نائمون، فأصبحوا أحاديث، ومزقوا كل ممزق، فبعداً للقوم الظالمين، وأدان الله من مروان، وقد غره بالله الغرور، أرسل عدو الله في عنانه حتى عثر جواده في فضل خطامه، أظن عدو الله أن لن يقدر عليه أحد؟ فنادى حزبه، وجمع جنده ورمى بكتائبه، فوجد أمامه ووراءه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، من مكر الله وبأسه ونقمته، ما أمات باطله، ومحق ضلاله، وأحل دائرة السوء به، وأحاط به خطيئته، ورد إلينا حقنا وآوانا.
كما شهدت خلافته قيام بقيادة الذي سيطر على ، واستطاع في عهد الخليفة استعادة وعدد آخر من المدن التي كانت واقعة تحت سيطرة عام في أعقاب ، وتصدى | وحتى سنة تمكن أسد بن عبد الله بخبرته من كشف بعض قادة التنظيم العباسي، واشتد عليهم، فعمدت الدعوة العباسية إلى السرية التامة من جديد، وبعدما كُشِفَ رجال الدعوة في خراسان، اُختيرَ عمار بن يزيد داعياً جديداً في خُراسان، لكنه ارتد عن الإسلام بعدها وانكشف أمره، وقتَله أسد بن عبد الله القسري عام ، وقد أدت أفعال عمار بن يزيد إلى تشويه صورة الدعوة العباسية في أذهان العامة، ولم يثقوا في الداعية الجديد، بجانب شدة أسد بن عبد الله عليهم |
---|---|
كان الشمال في ذلك العصر يرسم أسفل الصورة؛ لاحظ التشابه في الحدود العامة بين الخارطة التي تعود والخرائط الحالية، خاصَّةً فيما لو قُلبت الخريطة رأسًا على عقب | هناك من يشير إلى كون منصبا دينيًّا لا دنيويًّا، أو جامعًا بين الطرفين، انطلاقًا من ذلك؛ كان ينادون بصيغة "خليفة المسلمين وسلطان العثمانيين"، أي إن الخليفة هو رأس الهرم والإمام الأول دينيًّا، ويمكن ألا يجمع في منصبه هذا صفة الحكم |
» بسبب هذا النشاط ينحو عدد من الباحثين لاعتبار النشاط السرياني وما رافقه من حركات الترجمة، عنصرًا أساسيًّا من عناصر خلق "الحضارة العربية"، وقد أسهم ذلك، في الوقت نفسه، في إحلال العربية كلغة تخاطب بين السريان بدلًا من السريانية، وذلك في على وجه الخصوص، غير أن هذه العملية لن تنتهي قبل.