لقد وضح الرب في سفر أرميا مدحه لعدم شرب الخمر إذ قال: "ثم صارت كلمة الرب إلى أرميا قائلة: هكذا قال رب الجنود | والأحاديث والآثار الدالة على شدة تحريم الخمر كثيرة جدا ، وهي أم الخبائث ، فمن وقع فيها جَرَّأته على ما سواها من الخبائث والجرائر |
---|---|
لمن الكرب لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار العينين؟ | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فشرب الخمر كبيرة من الكبائر، يجب البعد عنها واجتنابها، لقول الله جل وعلا يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون |
وَهَذِهِ الْمُمَاثَلَةُ لَيْسَتْ فِي جَمِيعِ الصِّفَاتِ، وَلَكِنَّهُ إِلْزَامٌ شُبِّهَ بِحُكْمِ الظَّاهِرِ مِنَ الْمُقَارَنَةِ، كَمَا قَالَ: "فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي.
5مفهوم الإسكار الإسكار في اللغة هو مصدر الفعل أسْكَرَ، ويُقال حاول إسكاره أي أنّه حاول جعله يسكر والمعنى أنّ يفقد الإنسان عقله وإدراكه، أمّا إسكارُ النفس فهو جعلها في نشوة، والسَّكْر هو المادة التي تُسكر الإنسان من شراب أو خمور، ويُقال أيضًا سَكَرَت الريحُ أيّ سكنت وهدأت، وسَكَر البصر أيّ سكن، والمُسكرات في الشريعة هي كلّ مادة يؤدي تناولها إلى تغطية العقل فيخرج عن طبيعته الواعية المميزة، وقد تكون هذه المسكرات جامدةً أو مائعة، كما يمكن أن تكون طعامًا أو شرابًا مصنوعًا من تمر أو عنب أو لبن أو غيرها، وسيوضح هذا المقال عن حكم شرب الخمر وهو أحد المُسكرات، وهو ما خامر العقل هو خمر وله الحكم ذاته | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله لزوجك الهداية، فإن شرب الخمر من الكبائر الموبقة والعياذ بالله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر |
---|---|
واعلموا جميعًا أنَّ صحبة السوء لا تأتي إلاَّ بالشَّرّ، وقد شبَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - صاحب السُّوء بنافخ الكير، فما بالك إن ضمَّ لخبث الخلق خبث المعتقَد بأن يكون كافرًا؟! فالواجب على من ابتلي بشيء من ذلك أن يبادر التوبة إلى الله، وشرط التوبة الصحيحة : الإقلاع عن الذنب | فمن يتهم المسيحية بإباحة الخمر استنادا على هذه الحادثة فهو غير محق |
ولعل السؤال الأبرز الذي يشغل حيزًا كبيرًا من تفكير الكثير منا هو السبب وراء تحريم شرب الخمر في الإسلام.
18ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة | قال ابن بطَّال في "شرح ": "فلا ينبغي حضور المنكر والمعاصي، ولا مجالسة أهلِها عليها؛ لأنَّ ذلك إظهار للرِّضا بها، ومَن كثَّر سواد قوم فهو منهم، ولا يأمن فاعل ذلك حلول سخط الله وعقابه عليْهم، وشمول لعنته لجميعهم، وقد روى ابنُ وهب عن مالك: أنَّه سُئل عن الرَّجُل يُدْعَى إلى الوليمة وفيها شراب، أَيُجيب ؟ قال: لا؛ لأنَّه أظهر المنكر" |
---|---|
والواقع أن الإنسان الذي ذاق حلاوة المسيح وسكر بخمر حبه وامتلأ بروح قدسه لا يفكر في تعاطي الخمر بكل أنواعها ودرجاتها، مهما كانت لذتها، هذا ما يوضحه بقوله: "النفس الشبعانة تدوس العسل" 27: 7 | وفي الخمر صَدٌ عن ذكر الله عز وجلّ المُستَلزمِ للرّحمة والمغفرة، والجَالبِ للرّزق والنّعمة، والمَانعِ لحدوث المَكاره، وهي صَدٌ عن ، أحد أركان الإسلام وأهمّ عباداته التي يتَّصل بها العَبد مع خالقه وبارئه، وفيها تسكُن رُوْحُه وتطمئنّ نفسه، وتستقرّ جوارحه عن البَطش والإيذاء |
وخلال السطور القادمة سنتطرق معكم لكل ما يتعلق بالخمر بدايةً من تعريفه والمقصود به، وأثاره على الجسدية والنفسية.
30