أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة | اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة المخلصة التي تعينه إذا ذكر، وتذكره إذا نسي، وتدله على الخير يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام |
---|---|
عباد الله: لقد بينا ربنا -عز وجل- في آيات كثيرة أن في اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما عبرة لأولي الألباب، ولقوم يتقون، ولمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا | أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو التواب الرحيم |
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأبرم لأمة الإسلام أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، وترفع فيه السنة، وتقمع فيه البدعة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
16تعاقب الليل والنهار يدل على، هناك الكثير من الظواهر والحوادث والعلاقات المهمة والبارزة والرئيسية، والتي تحتاج لتفسيرات واضحة وصريحة من قبل العلماء والمختصين في مختلف أنواع ومجالات العلوم البارزة، من أبرز وأهم هذه العلوم: علم الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات | للأرض حركتان: الأولى حركة الأرض حول نفسها، وينتج عنها الليل والنهار، أمّا الثانية فهي حركة الأرض حول الشمس وينتج عنها تغيّر الفصول الأربعة |
---|---|
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن صحابته أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك، يا رب العالمين | إن الليل و النّهار من النعم التي خلقها الله تعالى للناس حيث جعل الله آية النّهار أي وقت ظهور النور ، و التي تبدأ من وقت شروق الشّمس إلى وقت غروب الشّمس أي إن وقت النّهار خلق حتى يضرب الناس في الأرض و يبحثون عن رزق و الإستمرار في كسب رزقهم حيث يخرج الإنسان لعمله ليؤمن لقمة العيش له و لعائلته ، و جسم الإنسان يكون مهيئاً للعمل و هو في تمام عافيته |
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله -تعالى- بالحق بشيرا ونذيرا، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
21عباد الله، وإن مما حث عليه النبي — صلى الله عليه وسلم — في شهر شوال صيام الست من شوال، قال — عليه الصلاة والسلام - : « من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر كله» رواه مسلم ومعنى كان كصيام الدهر كله أي: كان كصيام السنة كلها، العرب تطلق السنة على الدهر، ووجه ذلك: أن الحسنة بعشر أمثالها، ومن صام شهر رمضان فكأنما صام عشرة أشهر، ومن صام ستة أيام بعد رمضان كأنما صام ستين يوما أي: شهرين، فإذا أضفت شهرين إلى عشرة أشهر أصبح المجموع اثني عشر شهرا فهذا هو معنى قوله: « كان كصيام الدهر كله» فمن صام هذه الست فليحمد الله — عز وجل — على نعمة التوفيق لهذا العمل الصالح، ومن لم يصمها فعليه أن يبادر لصيامها فإن الأجر عظيم، والثواب جزيل، والعمل الذي يقوم به الإنسان يسير، وفرص الخير ينبغي للإنسان أن يبادرها، وأن يغتنمها فإن العمر قصير، ولا يدري فلربما لا تتهيأ له مثل هذه الفرص، فعلى المسلم أن يغتنم هذه الفرص، ومن لم يصم هذه الست فعليه أن يبادر بصيامها، ولا بأس بأن تصام متتابعة أو متفرقة، وينبغي أن يبيت النية لصيام هذه الست حتى يكون الأجر كاملا، وإن كان تبييت النية لا يجب في صيام النافلة، لكنه شرط لحصول الثواب الوارد في هذا الحديث، فإنه — عليه الصلاة والسلام — قال: « من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال» فلو أنه بيت النية من الليل لخمسة أيام، وفي اليوم السادس لم ينشئ النية إلا منتصف النهار، فإنه يصدق عليه أنه صام خمسة أيام ونصف، ولا يصدق عليه أنه صام ستة أيام، وحينئذ فالمطلوب هو أن يبيت النية بصيام هذه الست من شوال، والموفق من وفقه الله — عز وجل - | أمّا آية الليل و هي تبدأ من وقت غروب الشّمس إلى وقت بزوغ الفجر و هو وقت العتمة و الظلام عند إختفاء الشّمس و ظهور القمر وهو الوقت الذي جعله الله تعالى سباتاً للإنسان حيث جعله وقت إستراحة و الجسم مهيئاً للدخول للنوم و ليس للعمل و جعله الله تعالى سباتاً حتى يستمر الإنسان في العمل فجسم الإنسان كالماكنة يجب إطفاء محركها لساعات |
---|---|
ويختلف طول الليل والنهار يوميًا نتيجة للانحراف في محور الأرض الذي تدور حوله الأرض خلال اليوم عن المحور الذي تقوم بالدوران حوله خلال عام كامل بالنسبة للشمس ، وقد قام العلماء بتقدير هذه الزاوية بما يعادل 23 | ويؤدي البطئ الشديد في دوران الارض حول الشمس الى تعاقب الليل والنهار بشكل تدريجي وهو ما يساهم في خلق اليوم الذي نعيش فيه بشكل يتناسب مع سرعه دوران الارض حول نفسها |
عباد الله، كنا بالأمس القريب ننتظر ونترقب دخول شهر رمضان، وأتى شهر رمضان وانقضت أيامه ولياليه، وطويت صحائفه، مضت أيامه ولياليه سريعا، وذهبت جميعا، وطويت صحائفها بما عملنا فيها، ثم أتت أيام العيد وانقضت، وهكذا كل ما طوى آت فهو قريب.
19