قلت : ما ذكره أهل التفسير أولى ; فإن الله تعالى إنما أغناه بواسطة شعيب | حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, عن عطاء بن السائب في قوله: إِنِّي لِمَا أَنـزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: بلغني أن موسى قالها وأسمع المرأة |
---|---|
وهذه الحالة هي حالة الإنسان الذي يعيش في هذه الدنيا ويشعر بالحاجة إلى الله تعالى في كل شيء، وبأنّ عليه دائماً أن يتحدث مع ربه ليعترف إليه بفقره، وليشهده على هذا الاعتراف، وليطلب منه أن يمنحه ما يحلّ له مشكلة الفقر أو غيره من البلاء، والله سبحانه وتعالى هو الغني الكريم الذي يلطف بعبده ويرحمه في كل حالات الشدة، وفي كل حالات الجهد والبلاء | حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان عن منصور, عن إبراهيم, في قوله, فقال: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنـزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: قال هذا وما معه درهم ولا دينار |
حدثني نصر بن عبد الرحمن, قال: ثنا حكام بن سَلْم, عن عنبسة, عن أبي حصين, عن سعيد بن جُبَيْر إِنِّي لِمَا أَنـزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: شَبْعَةُ يومئذ.
21فقال ما ملخصه : " قوله : فسقى لَهُمَا أى : فسقى غنمهما لأجلهما | فإن قلت : كيف ساغ لنبى الله الذى هو شعيب - عليه السلام - أن يرضى لابنتيه بسقى الماشية؟ قلت ، الأمر فى نفسه ليس بمحظور ، فالدين لا يأباه ، وأما المروءة فالناس مختلفون فى ذلك |
---|---|
بعض الناس يقول لك أنا لا أحتاج إلى الله، عندي مال، وصحة وأولاد وعقارات وسلطة، فأنا أملك كلّ مقوّمات القوة والبقاء |
وبالدعاء الذي تقدمه الثناء والذكر كان اقرب الى الاجابة من الدعاء المجرد، واخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه وافتقاره وقد كان ابلغ في الاجابة وافضل.
6تفسير أية رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير هذه الآية ورد ذكرها في القرأن الكريم في قصة موسى عليه السلام عندما قام بالخروج والذهاب إلى مدين، فبدأ يدعو إلى الله في طريقه ويدعوا الله أيضاً بقوله : عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ وقالوا اهل التفسير بأن موسى عليه السلام سأل الله سبحانه وتعالى أن يطعمه لما كان عليه من التعب والجوع في ذلك الوقت، بحيث أنه لم يتناول اي طعام منذ سبعة ايام | بالإضافة إلى أنه غريب في هذه البلاد وليس له مأوى أو طعام بالإضافة إلى وحدته، ولكنه فعل يسأل الله عن الأمن أو الطعام أو المأوى، لكنه فوض أمر إعطائه لمن يعلم |
---|---|
هذه الدعوة ضمن دعوات ذكرها المؤلف حفظه اللَّه تعالى ووفقه، من دعوات موسى عليه السلام الذي كثر عنها الحديث في كتاب ربنا دلالة على أهميتها، والدعوة إلى العناية بها، فهماً، وعلماً، وسؤالاً، ومطلباً، ففيها من الخيرات والمنافع الكثيرة التي تعود على العبد بما يصلح أموره، وأحواله في الدنيا، ومرجعه في الآخرة |
قال: ثنا سفيان, عن ليث, عن مجاهد إِنِّي لِمَا أَنـزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال: ما سأل إلا الطعام.
19