وعدل عن أن يقال : كان من بني إسرائيل ، لما في إضافة { قوم } إلى { موسى } من الإيماء إلى أن لقارون اتصالاً خاصاً بموسى فهو اتصال القرابة | وضحت الآيات السابقة أنّ قارون كان ثرياً وغنياً ولكنه كان ظالماً لقومه وأمواله غرّته تكبر وبغى في الأرض، ولم توضّح الآيات السابقة كيف بغى قارون على قومه، فقام بعض قومه بنصحه وإرشاده بالتوقف عن الظلم والتصدق من أمواله والعمل لآخرته ولكن لم يزده ذلك إلا تجبراً وتكبراً وظلماً ، فقد كان يعتقد أنّ أمواله لا تبيد ولا تنتهي وأنه ليس بحاجة لعبادة الله فهو يمتلك كل شيء ونسي أن الله من أعطاه الملك، كان يقول أنّ هذا المال صنعه بعلمه وقدرته وأنكر فضل الله عليه في هذه النعمة، فالله سبحانه وتعالى انتقم للناس فخسف به الأرض وبأمواله |
---|---|
وهكذا قال إبراهيم النخعي ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، وسماك بن حرب ، وقتادة ، ومالك بن دينار ، وابن جريج ، وغيرهم : أنه كان ابن عم موسى ، عليه السلام | وقال آخرون: كان تحمل على ما بين ثلاثة إلى عشرة |
وإنما قصد جلّ ثناؤه الخبر عن كثرة ذلك, وإذا أريد به الخبر عن كثرته, كان لا شكّ أن الذي قاله مَن ذكرنا قوله, من أن معناه: لتنوء العصبة بمفاتحه, قول لا معنى له, هذا مع خلافه تأويل السلف في ذلك.
10وتلقفه المفسرون حاشا ابن عطية | حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريح, عن مجاهد لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ قال: الأشرين البطرين, الذين لا يشكرون الله فيما أعطاهم |
---|---|
On the other hand, there were the common people who looked with longing eyes at these magnates and earnestly desired that they should also attain the same heights as those people had attained | جملة معترضة بين الجملتين الحافتين بها ، والواو اعتراضية |
قلت: وهو شاذ كالذي قبله 5 لم أقف على هذا الشعر.
11حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن, عن القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد, في قوله: لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ قال: المُتبذِّخين الأشِرين البَطِرين, الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم | ويقال : كان قارون أينما ذهب يحمل معه مفاتيح كنوزه ، وكانت من حديد ، فلما ثقلت عليه جعلها من خشب ، فثقلت فجعلها من جلود البقر على طول الأصابع ، وكانت تحمل معه إذا ركب على أربعين بغلا |
---|---|
قال الله تعالى: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ } لما ذكر تعالى خروجه في زينته واختياله فيها، وفخره على قومه بها، قال: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ } | وهذا القول الآخر في تأويل قوله: لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أولى بالصواب من الأقوال الأخر, لمعنيين: أحدهما: أنه تأويل موافق لظاهر التنـزيل |
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ يزعمون أن العصبة أربعون رجلا ينقلون مفاتحه من كثرة عددها.
16