بل أعظم ما يكون من الصلة هي في وصل من حصلت منه القطيعة | والحكمة في اهتمام الإسـلام بصلة الرحم تقوم على داعٍ نفساني ، وهو أن رحم الإنسان دائم التطلع إلى خير قريبه فإن حُرِمَ منه عُدّ عمله جرماً |
---|---|
تعريف صلة الرحم وحكمها أمّا تعريف فهي من الوصل الذي يأتي ضدَّ القطع، ويشتمل على أمور منها زيارةُ الأرحام، والإحسانُ إليهم بالمال، وإظهارُ طلاقة الوجه، والبشاشة معهم، وإرسالُ الهدايا لهم، ومعاونتُهم، وأمّا تعريف الأرحام فهم الأقارب، سواءً كانوا من المحارم، أو غير المحارم، ومن العلماء من قصر الأرحام على المحارم، ومنهم من ذهب إلى أنّهم الوارثون، وأمّا حكم صلة الأرحام فقد ذهب العلماء إلى القول بوجوبها، وتحريم قطعها | فلما نزلت هذه الآية إلى قوله: ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم أي : فإن الجزاء من جنس العمل ، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك ، وكما تصفح نصفح عنك |
لا يشعر الإنسان بالطمأنينة والأمان إلاّ ضمن جماعة من الجماعات، له حقوق فيها، وعليه واجبات نحوها، ودون أن يعيش الإنسان في جماعة لن يكون إلاّ كشاة ضائعة تهيم على وجهها بائسة شقية.
6وتكون بعيادة مرضاهم وإجابة دعوتهم وأعظم ما تكون به الصلة أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر | |
---|---|
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فأما إلى أي مدى تمتد صلة الرحم فسبق في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ، والفتوى رقم: تحديد الرحم المطلوب صلتها |
والذي ننصحك به ـ بعد تقوى الله تعالى ـ هو الصبر وإيصال ما استطعت من الخير إلى أرحامك من النصيحة لهم والهدية لهم وعيادة مريضهم وتعزية مصابهم، ولو كان ذلك عن طريق الهاتف، ومع ذلك تتجنبين مجالسهم التي فيها المخالفات الشرعية، فقد قال الله تعالى: وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم {النساء:}.
18إن من مبادىْ الإسلام الاجتماعية الأولى تشبيك جماعات المسلمين في وحدة جسدية جماعية عامة | لذا عليك - أخي الكريم الفاضل — أن تجتهد في التواصل مع أهلك وأقاربك حسب ظروفك وإمكاناتك، ولو اتصالًا بالهاتف ما بين الحين والآخر، كل شهر مرة مثلًا، حتى لا تكون من القاطعين، وإنما تكون من الواصلين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم — بيّن أن الواصل هو من إذا قُطعت رحمه وصلها |
---|---|
قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ، مع ما يدخر له من العقوبة في الآخرة: فعن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " |
ولا تردي الإساءة بالإساءة، فقد قال الله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم {فصلت:34}.
29