إلا أن هذه الليلة كانت مميزة حيث كان القمر بدراً و البحرُ ساكناً و القفّال على الأبواب فيطيب السمر و يحلو الحديث كل واحدٍ مع زميله يتناجيان عن لقاء الأحبّة و عن الهدايا التي سيحملونها للأهل , فغالباً ما تكون السمك المملح لحلى و بعض القواقع البحرية للأطفال و من بين البحارة من ينوي الزواج و خاصة بأن الشهر هو الربيع الأول و فيه تكثر الزيجات, و هناك من تزوج قبل الدشّة و لم يتهن في شهر العسل و يمن النفس بلقاءٍ قريب مع العروس التي ودعته على أملٍ بلقاءٍ قريب و منهم من رُزِق بمولودٍ قبل موسم الغوص و لم يمهله الموسم ليبقى جنب وليده إلا بضعة أيام و منهم من فارق زوجته و هي حامل و قد اقترب تاريخ ولادتها , هناك الكثير الكثير من الحكايات التي كانت تدور على ظهور السفن و على البر تدور نفس الحكايات و نفس الآمال و الأشواق تعتمل في الصدور انتظاراً للحظة اللقاء حيث كانت بعض الأسر و خاصة الموسرة منها تستعد لإقامة حفل زواج لأبنائها و يجري ذلك على قدمٍ و ساق بمعاونة الجيران , الذبائح قد اشتريت و هي مربوطة في جانب من البيت و النساء يقمن بتنقية العيش و هناك ملابس العروس يتم خياطتها من قِبَل خياطات من أهل الديرة و ليس كاليوم كل شيٍ مُستورَد و هناك الكثير الكثير من الأمور التي تجري في المجتمع انتظاراً ليوم القفَال , كل تلك الأمور مع بعضها كونت لوحة اختلط فيها الأمل بالألم و الفرحة بالحزن و تبخرت كثير من الأحلام و تحطمت الكثير من الآمال على صخرة هذا الحدث المُفجِع | |
---|---|
لم تجف الدموع بعد، مازالت أطياف الراحلين الذين افترسهم وحش الوباء متجذرة في قلوبهم وذكرياتهم من سنة الرحمة إلى سنة الطبعة | ــ طبعت دنقية المرحوم النوخذة أحمد الغانم قرب جزيرة فيلجة عام 1912ونجوا جميعا |
مـــــــــــــــــوج البحر في غبته مطلحبة عمري إذا ميـــــــــــــــر الله اللي وقاني.
28نحن اليوم على مشارف النهاية لسنة عابسة وكئيبة هي «سنة الكورونا»، وهي أفضل حالاً لأنها تحظى بالتوثيق الرقمي الذي سيجعلها تعبر نحو الأجيال المقبلة | دم بحمله: أي غاصت السفينة إلى قاع البحر أو المحيط بما تحمله من شحنة وبضائع |
---|---|
.
6