فإني قريب. فإني قـريب

قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم رواه مسلم إن ساعات الذكر ، ولحظات المناجاة والمناداة والابتهال هي لحظات قرب من الله ودواعي رحمته وإجابته ، قال صلى الله عليه وسلم إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته متفق عليه ، رواه البخاري 6236 ومسلم 2704
الحمد لله رب العالمين، القريب من التائبين، الناصر للمستضعفين فقال : فأعني على نفسك بكثرة السجود

كلا إن معي ربي سيهدين! وفي الحديث أن رجلًا قال: يا رسول الله أسالك مرافقتك في ، فقال له صلى الله عليه وسلم: « أو غير ذلك؟»، فقال هو ذاك.

1
[142] قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ..} الآية:186
اللهم إنك أنت تعلم سرنا وعلانيتنا فاقبل معذرتنا، وتعلم حاجتنا فأعطنا سؤلنا، وتعلم ما عندنا فاغفر لنا ذنوبنا
فإني قريب
وهذا القرب لا ينافي كمال مباينة الرب لخلقه، واستواءه على عرشه بل يجامعه ويلازمه، فإنه ليس كقرب الأجسام بعضها من بعض تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، ولكنه نوع آخر، والعبد في الشاهد يجد روحه قريبة جدًا من محبوب بينه وبينه مفاوز تتقطع فيها أعناق المطي، ويجده أقرب إليه من جليسه كما قيل: "ألا رب من يدنو ويزعم أنه يحبك والنائي أحبُ وأقربُ"
[142] قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ..} الآية:186
أما الله -تبارك وتعالى- فيكفي أن تتوجه إليه بالاستغفار والتوبة، أو السؤال والدعاء، ولا تحتاج إلى عمل كثير، حتى تحصل على وقت لتُناجيه فيه، وإنما تستطيع أن تُناجيه في أي وقت، وفي أي مكان في المسجد، أو في بيتك، أو في مكان عملك، أو في الصحراء والخلاء، أو بين الناس
وأهل السنة أولياء رسول الله، وورثته، وأحباؤه الذين هو عندهم أولى بهم من أنفسهم، وأحب إليهم منها يجدون نفوسهم أقرب إليه وهم في الأقطار النائية عنه من جيران حجرته في المدينة، والمحبون المشتاقون للكعبة والبيت الحرام يجدون قلوبهم وأرواحهم أقرب إليها من جيرانها ومن حولها هذا مع عدم تأتي القرب منها فكيف بمن يقرب من خلقه كيف يشاء وهو مستو على وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد
أيها الأخ القارىء والأخت القارئة: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتهز الفرصة ليشعر أصحابه بالشعور بقرب الله ومعيته ليعشوه هذا المعنى واقعًا عمليًا في حياتهم « إن الذي تدعونه أقرب إلى عنق أحدكم من عنق راحلته»، « أقرب ما يكون العبد من ربه جوف الليل الآخر»، « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» فهل نشعر أنفسنا بهذا المعنى ونربي عليه من حولنا من متلق ومتعلم ومتأدب؟ وهل نحن نعيش هذا المعنى العظيم الذي يحمل في طياته معاني الأنس والطمأنينة و القوة والثبات، إنها معاني ومعالم تنهض بالهمة وتصل بالنفس والروح إلى بساط القرب! إن لحظات السجود والقرب من الله هي ساعات كرم الله وبركته وعطائه الذي لا حدود له ، ولا قيود ، تهتبل فيها الفرصة بالدعاء والطلب ، وتنثر فيها كنانة القلب بما فيه من أشواق ومطالب أيها الأخ القارىء والأخت القارئة : لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتهز الفرصة ليشعر أصحابه بالشعور بقرب الله ومعيته ليعشوه هذا المعنى واقعاً عملياً في حياتهم إن الذي تدعونه أقرب إلى عنق أحدكم من عنق راحلته أقرب ما يكون العبد من ربه جوف الليل الآخر أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد فهل نشعر أنفسنا بهذا المعنى ونربي عليه من حولنا من متلق ومتعلم ومتأدب ؟ وهل نحن نعيش هذا المعنى العظيم الذي يحمل في طياته معاني الأنس والطمأنينة و القوة والثبات ، إنها معاني ومعالم تنهض بالهمة وتصل بالنفس والروح إلى بساط القرب! ويوحي الله إلى موسى بالسرى، ويتبعه فرعون وجنوده، ويقترب المشهد من نهاية وتصل المعركة ذروتها، ويقف موسى أمام البحر ليس معهم سفين، وماهم بمسلحين وقاربهم فرعون بجنوده شاكي السلاح يطلبونهم، ودلائل الحال تقول كلا: لا مفر! اللهم إنا نسألك إيمانًا يباهي قلوبنا، ويقينًا صادقًا حتى نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتبت لنا

وقال صلى الله عليه وسلم : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه رواه البخاري 6970 ورواه مسلم 2675 ، وذكر الله يوجب القرب من الله عز وجل والزلفى لديه ،ومن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره وإذا جعل المؤمن ذكر الله شعاره أثمر القرب من الله والتقنع بثوب الحياء منه وإجلاله ، وهاج في قلبه هائج الهيبة والمراقبة.

28
فإني قريب
وإذا سألك أيها النبي عبادي عني فقل لهم: إني قريب منهم، أجيب دعوة الداعي إذا دعاني، فليستجيبوا لي بالإيمان والطاعة والانقياد والإذعان؛ وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون، يعني: يهتدون إلى ما فيه نفعهم وصلاحهم في دنيهم ودنياهم
فإني قريب
فالدعاء -كما هو معلوم- له أحوال يُستجاب بها كالصوم، وله أوقات كالأسحار، وبين الأذان والإقامة، وله أيضًا مواضع وأماكن حري أن يُستجاب للدعاء فيها، كما لا يخفى، فهنا دلت هذه الآية على أن رمضان له مزية، فالآيات تتحدث عن رمضان وعن الصيام، وكذلك الصوم ولو كان في غير رمضان ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر يعني: في أي وقت دعا في أول النهار، أو في وسطه، أو في آخره، لكن بالحديث: وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه ، هذه فرحة وليست دعوة
فإني قريب
إن نصر الله آت، وفرجه قريب، والمؤمن لا يفقد أمله مع طول الانتظار بل يظل يُرجي من القريب المجيب نصره، وفرجه ولا يقترح عليه بل يتأدب بأدب العبد المسلّم لما أراده ربه ويأخذ بما شرع له من الأسباب
أما بعد : فمن أسماء الله — عز وجل — القريب وهذا القرب لا ينافي كمال مباينة الرب لخلقه ، واستواءه على عرشه بل يجامعه ويلازمه ، فإنه ليس كقرب الأجسام بعضها من بعض تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ولكنه نوع آخر ، والعبد في الشاهد يجد روحه قريبة جداً من محبوب بينه وبينه مفاوز تتقطع فيها أعناق المطي ، ويجده أقرب إليه من جليسه كما قيل : ألا رب من يدنو ويزعم أنه يحبك والنائي أحبُ وأقربُ
وأهل السنة أولياء رسول الله ، وورثته ، وأحباؤه الذين هو عندهم أولى بهم من أنفسهم ، وأحب إليهم منها يجدون نفوسهم أقرب إليه وهم في الأقطار النائية عنه من جيران حجرته في المدينة ، والمحبون المشتاقون للكعبة والبيت الحرام يجدون قلوبهم وأرواحهم أقرب إليها من جيرانها ومن حولها هذا مع عدم تأتي القرب منها فكيف بمن يقرب من خلقه كيف يشاء وهو مستو على ومن معاني القريب: أنه الذي يرى ويسمع ولا يخفى عليه شيء! عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً : ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء

.

20
فإني قريب
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين
فإني قريب
فإني قريب