ج ـ زرع الفتن والصراع بين الطلاب الكسالى ، الذين يتسابقون إلى هؤلاء المدرسين ، لشراء ذممهم وأوقاتهم وجهودهم ، واحتكارهم عن منافسيهم ، فتنشـأ بشكات مضاربة ، وكانت هذه الشلل تتصارع وتختلف مما يصل بها في النهاية إلى تقديم شـكوى لمدير التربية فينكشف ذلك الخداع والغش ، وبعد التحقيق ، تلغى عقود بعض المدرسين | ب ـ والأمر أشـد بالنسبة لدخول الجامعـة عامـة ، والكليات المرغوبة خاصة ، حيث يتطلب ذلك معدلات مرتفعة ، يعجز كثير من الطلاب ـ الآن ـ عن تأمين هذه المعدلات بدون دروس خصوصية ، لذلك استفحلت قضية الدروس الخصوصية يوماً بعد يوم ، وصار الأب الفقير يقطع من ثمن قوت أطفاله ليدفع لمدرس الرياضيات والانجليزية والفيزياء والقواعد وغيرها ليحصل ولده على معدل يمكنه من دخول الجامعة |
---|---|
والأمين الذي يسعى وراء الكسب الحلال ، فيضع ذلك نصب عينيه ، فلا يغـش الطالب ، وأفضل الحالات أن لايدرس المدرس أحداً من طلابه في الفصل ، ويفضل حتى أن لايدرس أحداً من طلاب المدرسـة كلها ، ولو درس طلاباً من خارج مدرسـته لكان أفضل وأقرب إلى النـزاهـة | ب ـ شعور الطلاب الفقراء والعاديين الذين لايقدرون على دفع هذه التكاليف الباهظة ، شعورهم بالمرارة والحرمان والأسى ، ورفع مكانة المال في أعينهم ، وأن المال يشتري الأسئلة ، ويمكن الطالب المهمل الكسول من النجاح مثلهم |
ب ـ مساعدة الطالب في الثالث المتوسط على دخول الثانوي العام ، عندما يرفع مستواه في المواد الأساسية والتي ترفع معدلـه.
وعلى المدرس القوي الأمين أن يعود الطالب الاعتماد على نفسـه ، يبدأ بالتدريج ، فيسند له حل الواجبات السهلة ، ويتأكد المدرس من تنفيذ ذلك | ويفرح هذا المدرس عندما يلاحظ أن طالبه سيستغني عنـه ، لأنـه صار يعتمد على نفسـه ، يفرح هذا المدرس لأنه انتصر على الجهل أكبر أعداء الإنسان ، وأصلح إنساناً وخلصه من أخطر الأمراض وهو الاتكالية وعدم الثقة بالذات |
---|---|
وشيئاً فشيئاً يسند له مذاكرة بعض المواد السهلة كالتاريخ والجغرافيا والمطالعة والحديث | وهذه مشكلة كبيرة تتعلق بالكسب الحلال ، فهل يجوز لهذا المدرس أن يقصر في عمله داخل الفصل! ومما زاد في الطلب على المدرس الخصوصي : أ ـ اشتراط معدلات معينة لقبول الطلاب في المرحلة الثانوية العامـة ، حيث لايقبل الطالب الناجح من المرحلة المتوسطة إلى الثانوي العام إلا بمعدل يزيد عن 60% أو أكثر ، وإلا يجبر على الالتحاق بالتعليم الفني الزراعي ، أو الصناعي ، أو التجاري ، وغيرها من التعليم المهني ، أو يلتحق بالمدارس الأهلية ويدفع لها رسوم الدراسـة ؛ لذلك يلجأ كثير من الآباء إلى دعم أبنائهم بدروس خصوصية خلال العام الثالث من المرحلة المتوسطة ، كي يحصل ولده على معدل يمكنه من دخول الثانوي العام |
وفي كل هذه الحالات لابد من المـدرس القـوي الأمـين ، قوي في المادة العلمية التي يدرسها ، وخبير في طرق تدريسها ، وخبير في التعامل مع هذا النوع من الطلاب.
19الدكتور خالد أحمد الشنتوت دكتوراة في التربية و42 عاماً في التعليم العام ـ بين عام 1402 ـ 1406 حضّرت ماجستير في التربية من كلية التربية بالمدينة المنورة ، وكنت أجد أحد عمال النظافة االبنغاليين عند سيارتي ، حين خروجي من الكلية ، فأصحبه معي إلى الحرم ، ومرة بعد مرة كنت أكلمة بالانجليزية ، هل تصلي ، وكيف تصلي ، وما أشبه ذلك ، فلاحظت أنه يتكلم الانجليزية بشكل جيد ، وعندها تعجبت من عامل نظافة بنغالي يتكلم الانجليزية بمستوى جيد ، فسألته عن سرذلك ، فاحمر وجهه خجلاً وقال لي : أنا جامعي في بلدي ، ولغة الدراسة في الجامعة عندنا هي الانجليزية ، ثم استطردوقال : راتبي هنا كعامل نظافة 600 ريال سعودي ، يعادل ثلاثة أضعاف راتبي هناك كجامعي | كما اكتشفت أن بعض الطلاب يكتب خلال الحصة بخط رديء جداً ، وخطه في دفتر الواجب أجود بكثير من خطه في الحصة ، ومن خلال الممارسة تأكد لي أن بعض المدرسين الخصوصيين يكتب للطالب بيده في السنوات الأولية الثلاث ، مما يجعل خط هذا الطالب سيئاً طوال حياته |
---|---|
ج ـ تمكين الطالب من دخول الجامعة ، ودخول الكلية المرغوبة عنده ، عندما يرفع معدل الطالب | ومما يؤسـف له أن بعض المدرسين من ذوي النفوس الضعيفة ، والقيم الخلقية المريضة ، يدرسون تلاميذهم في الفصل هذه الدروس الخصوصية في بيوتهم ، بحيث يشـرح المدرس قليلاً أثناء الحصة ، ويترك الكثير من الدرس لشـرحه في البيت ، ليبيعه بثمن مرتفع جداً ، وخاصة أنه سيضع الأسئلة بنفسه ، وتكفي منه جملة هذا الموضوع هام يقولها لزبائنه في الدروس الخصوصية ، ويؤكد عليهم عدم نشرها بين الطلاب ؛ فيفهم الطالب أنه سيأتي في الامتحان ، ولذلك يركز الطالب عليه ويهمل بقية المنهج ، فينجح بسهولة ، ثم وصل الأمر إلى بعض ضعيفي النفوس أن يمر على طلابه ليلة الامتحان ، فيمكث نصف ساعة عنده يعلمه فيها أسئلة الامتحان كلها أو أكثرها ، الامتحان الذي وضعـه بنفسـه ، لقاء 500ـ 1000 ريال سعودي للمرحلة الثانوية ، وهكذا يجمع المدرس الواحد خلال يوم واحد من العام الدراسي 10 ـ 20 ألف ريال سعودي ولكنه مال حرام ، سيذهب ويأخذ معه صاحبه |
وهكذا أصبحت الدروس الخصوصية شـراً لابد منـه ، تستهلك نصف طاقة المدرس على الأقل ؛ خارج الفصل ، وقد بدأ جميع المدرسين هذه المهنة الدروس الخصوصية بسـبب الحاجـة الماسـة ؛ ثم تطورت لدى قليل منهم إلى مهنة رابحـة درت عليهم أموالاً لابأس بها.
1