قال: ألا أجعل ثلث دعائي! | أما إذا أراد الدعاء لنفسه، فإنه يتحول لمكان آخر ويستقبل القبلة ويدعو كما نص على ذلك أهل العلم |
---|---|
إن السلام على النبي يأتي بمعنى الدعاء له بالسلامة من كُل آفةٍ في حال حياته، وأما بعد مماته فالدعاء له بالسلامة من أهوال يوم القيامة، كالصراط وغيره، فمخاوف الإنسان لا تنتهي بموته | والسلام في التحية له آدابه، وقد عقد له البخاري باباً في الأدب المفرد، وجاءت النصوص في السلام العادي والتحية بين الناس بـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وهي أكملها، جاء أن رجلاً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فقال: السلام عليكم، وجلس، فردوا عليه، وقال الرسول: عشر -أي: عشر حسنات-، وجاء الثاني وقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردوا عليه، فقال الرسول: عشرون -أي: عشرون حسنة- وجاء الثالث وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردوا عليه التحية، فقال صلى الله عليه وسلم: ثلاثون، قالوا: ما عشرة وعشرون وثلاثون يا رسول الله؟! تزكية للمصلي على النبي وطهارة له |
وبناءً على هذه المحاولة التفسيريّة ، يصبح معنى الآية على الشكل التالي : إنّ الله وملائكته يبرزون حبّ الخير للنبي ، فتعالوا أيّها الناس لتبرزوا حبّكم الخيرَ للنبيّ وسلامته ، فتمجّدوه وتفضّلوه وترسلوا له الدعاء ، وغير ذلك ، أو إنّ الله وملائكته يعظّمون ويبجّلون هذا النبي فهلمّوا أنتم لتعظيمه وتبجيله ، فيصبح الدعاء مصداقاً من مصاديق إبراز محبّة الخير للنبي ، أو لتعظيمه ، لا أنّه هو معنى الصلاة على النبيّ.
وإذا قيل : صَلَّى عليه الخطيبُ ، يعني : دعا له بالصلاة | لا تتردد في طرح أسئلتك أو طلباتك التي تدور في رأسك وفي تعليقاتك ، ستجد الكثير من الحب والمودة هنا ، وسبب وجودك معنا |
---|---|
و للنسائي : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد | وعلى هذا فالقول الرَّاجح : أنَّ الصَّلاةَ عليه تعني : الثناء عليه في الملأ الأعلى " انتهى |
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
وجزاكم الله خير واثابكم على هذا العمل | |
---|---|
إذا وجدت في الحديث النبوي متفرقات فاعلم بأن هناك رابطة، كحديث: آمين آمين آمين على درجات المنبر الثلاث، وهنا: السلام عليك أيها النبي، السلام علينا وعلى | ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون : السلام عليك ، وهو لا يسمعهم ، ويقولون : السلام عليك ، وهم في بلد وهو في بلد آخر ، ونحن نقول : السلام عليك ، ونحن في بلد غير بلده ، وفي عصر غير عصره " انتهى |
وقوله : " السلام عليك " هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ ؟ يعني : هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه ؟ الجواب : هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه ، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء.
28