فهؤلاء هم الذين وفَّقهم اللهُ؛ فجمعوا بين عبوديَّةِ الظَّاهر وعبوديَّةِ الباطِن، وهذا طريق السَّابقين العارفين | وقد جعل الله تعالى إخلاص المحبة فرقانا بين المؤمنين والكافرين ، فمن أشرك مع الله غيره في المحبة وسواه به فهو المشرك المتخذ من دون الله ندا معبودا ، فضلا عمن خلا قلبه من محبة الله ورسوله ودينه بالمرة وكره ذلك ، فهذا كافر كفر إبليس وفرعون ، مهما كان في قلبه من " تصديق " مجرد |
---|---|
والحاصل أن هؤلاء لو تجردوا من لوثة التقيدات المنطقية والتكلفات النظرية نقلوها عن الفلاسفة ونظروا لآيات الوحى المبين - التى عرضنا بعضها - لأثبتوا أعمال القلب جميعها أجزاء من الإيمان القلبي الذي هو أهم شطري الإيمان | وقوله في نشأتهم: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية المائدة: 13 |
واقرأ قوله عز وجل: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد.
8مشكلة تواجه الشباب السؤال: مشكلة تواجه الشباب، وهي: أن الواحد منا عندما يكون بين إخوانه يشعر بزيادة الإيمان، وعندما يكون وحده أو في بيته، ويصبح لوحده يضعف عنده الإيمان، وقد يرجع إلى المعاصي ومنها العادة السرية وغير ذلك، فما هو الحل لعلاج مثل هذه المشكلة؟ الجواب: كما ذكرنا سابقاً أن هذا شأن جبلي طبيعي في النفوس أنها لا تثبت على حالة واحدة من الإيمان ومن اليقين، بل يكون الإنسان مع إخوانه أقوى منه على انفراده كما في حديث ، لما قال: نافق ، عندما {}، فهذه نفس الحالة هذه، والحل في مثل هذا أن يستديم الإنسان رقابة الله تبارك وتعالى عليه: وأن يعلم أن الله سبحانه مطلع على كل أحواله وهو معه أين ما كان، وأن يحاول أن يحافظ على هذا الإيمان بقدر الإمكان، وأن يحافظ على حلق الذكر، وأن يلتقي بالإخوان دائماً لأنه كلما يلتقي بهم يزداد إيمانه، ولا شك أنه كلما كان معهم فهو أبعد عن المعصية، وهذا من فوائد صحبة الأخيار | علاقة العلم باليقين إن العمل القلبي الذي هو زيادة واستمرار ونماء لهذا العلم ولهذه المعرفة هو اليقين، فإذاً نستطيع أن نستنتج نتيجة وهي: أنه ليس كل عالم موقن |
---|---|
وفي الحديث: "اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، وحملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم" رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد ومسلم عن جابر كما في صحيح الجامع الصغير 2102 | والتقصير في أي منها يعتبر تقصير في العبادة ، فكمال العبادات يكتمل بكمال ظاهرها وباطنها |
أقسام السائرين إلى الله في أعمال القلوب: والسَّائرون إلى الله في أعمال القلوب أقسام: الأول: قسم اعتنَوا بالأعمال الظَّاهرة وجعلوها دأبَهم من غير حِرص منهم على تَحقيق أعمال القلوب ومنازلِها وأحكامِها، وإن لم يكونوا خالين من أصلها، ولكنَّ هِمَمَهم مَصروفة إلى الاستِكثار من الأعمال الظَّاهرة.