من يتقي الله يجعل له مخرجا. ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

قال: ثنا جرير، عن منصور، عن الشعبيّ، قال: تجالس شُتير بن شكل ومسروق، فقال شُتير: إما أن تحدّث ما سمعت من ابن مسعود فأصدّقك، وإما أن أحدث فتصدّقني؟ قال مسروق: لا بل حدّث فأصدّقك، فقال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أكبر آية في القرآن تفوّضًا 2 : وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ قال مسروق: صدقت أن الشاهد التوازن في حياة المسلم هذه الآيات تأمر به وتدل عليه ولكن من هو الذي يوفق له إلا القليل
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل Use المواقع الإجتماعيّة نضع بين أيديكم يا طلاب الحقيقة موقعا يعنى بتراث نجوم الدجى ومصابيح الهدى السادة المالكية الذين هم على مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي رضي اللّه عنه في حلة من دروس ونقول ساطعة بهية وردود مزيلة للشبه متينة قوية، فإنّ عقيدتهم هي المنجية من المهالك في حيث قال الشيخ الإمام عبد الواحد بن عاشر المالكي في متنه المشهور في عقد الاشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك بعيدا عن كل غلو مردي أو تقصير ملهي

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا قال: منتهى.

25
ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
الله سبحانه وتعالى يتحدث عن ثمرة التقوة يقول وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا والحديث عن التقوى هو حديث عن الإسلام كله ولذلك جاءت الوصية بالتقوى في مواضع كثيرة في القرآن الكريم منها في سورة الحشر يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 18 كررها في نفس الآية مرتين، ومنها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا 70 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا 71 الأحزاب وغيرها كثير في سورة البقرة وفي سورة النساء تكرر الحديث عن التقوى في مواضع كثيرة في القرآن الكريم ولو تتبعنا المواضع التي وردت في التقوى والسياق الذي وردت فيه والآية التي معنا اليوم ورد الحديث عن التقوى في سياق الحديث عن الطلاق وعن المحيض ويأتي في وسطها فيقول وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا
سبب نزول قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجاً
ومعنى ذلك: إن الله بالغ أمره بكل حال توكل عليه العبد أو لم يتوكل عليه
قصة آية
هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين
وقوله: قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا يقول تعالى ذكره: قد جعل الله لكلّ شيء من الطلاق والعدّة وغير ذلك حدًا وأجلا وقدرًا يُنتهى إليه هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم
إخوة الإيمان روى أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو عَلَيَّ هَذِهِ الآيَةَ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا حَتَّى فَرَغَ مِنْ الآيَةِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُم قَالَ: فَجَعَلَ يَتْلُو بَهَا وَيُرَدِّدُهَا قال: ثنا مهران، عن سعيد بن أَبي عَروبة، عن قتادة يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا قال: من شُبُهَات الأمور، والكرب عند الموت وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ : من حيث لا يرجو ولا يؤمل

ما هي التقوى؟ قال العلماء هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ويعجبني تعريف علي بن أبي طالب لما سأله رجل: ما التقوى؟ قال هل سرت في أرض ذات شوك؟ قال نعم، قال فماذا تصنع؟ قال أشمّر وأنظر موضع أقدامي، فقال: تلك التقوى.

7
ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
سبب نزول قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجاً
حدثنا أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق بنحوه
ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
وقوله: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ يقول تعالى ذكره: ومن يتق الله في أموره، ويفوّضها إليه فهو كافيه
أن تتقي الله سبحانه وتعالى فلا يراك إلا حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك ولذلك يقول أحد الشعراء وأظنه ابن المعتز: خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماشٍ وسط أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرنّ صغيرة إن الجبال من الحصى هذه هي التقوى وأنت عندما تلتزم بهذه الآية فأنت ستستقيم على أوامر الله قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن المنذر الثوريّ، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا قال: من كلّ شيء ضاق على الناس
وقوله: وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ يقول: ويسبب له أسباب الرزق من حيث لا يشعر، ولا يعلم بمعنى هذا الرجل كثير العيال وقليل المال وأسر العدو ابنه فوجد ابنه هذا غِرّة من العدو فهرب وكانوا مشركين وهو مسلم فهرب منهم وأخذ غنمهم فجاء بها إلى والده ووالده محتاج فجاء رسول الله فقال له ابني حصل له كذا وكذا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كُلها، غنيمة، ففتح الله عليه ووسع عليه بما لزمه من التقوى ولما استجاب من أمر النبي الله صلى الله عليه وسلم

حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا يقول: نجاته من كل كرب في الدنيا والآخرة، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.

ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
وقوله: إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ منقطع عن قوله: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
قول الله تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَّهُ مَخْرَجًا)
في نهاية المقالة نتمنى ان نكون قد اجبنا على سؤال ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ونرجو منكم ان تشتركوا في موقعنا عبر خاصية الإشعارات ليصلك كل جديد على جهازك مباشرة، كما ننصحكم بمتابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وانستقرام
ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
فالشاهد أن آيات القرآن من حيث أسباب النزول تنقسم إلى قسمين: قسم نزل ابتداء لهداية الناس وهذه معظم آيات القرآن وقسم ما كان لقصص خاصة وهذه أكثرنا منها من برنامج قصة آية وذكرنا لكل آية قصتها التي وقعت وكانت سبباً في قبولها وهذه الآية فيها من الفوائد أن كل من لزم التقوى فالله ضمن له ما ضمنه في هذه الآية أن يخرجه من كل ضيق وأن يرزقه من حيث لا يحتسب وهذه هي التي يطلبها الناس، ماذا يريد الناس أكثر من أن الله سبحانه وتعالى يفرج عنهم الكربات ويوسع له في الرزق حتى لا يحتاج للناس والله ضمنها له مع التقوى وقصص كثيرة لو أردنا أن نفصلها قصص كثيرة في كتب التفسير والسيرة كيف أن من لزم التقوى فتح الله عليه من حيث لا يحتسب في الرزق والمال والقصص في القرآن كثيرة كيف أن الله سبحانه وتعالى بارك لمن شكر وانتقم ممن كفر وأعرض ونجّى أتباع الأنبياء وأهلك أعداءهم في قصص كثيرة من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم قصص كثيرة تكررت كثيراً وكلها تؤكد هذه القناعة أنه من لزم التقوى وصبر واستقام على أمر الله سبحانه وتعالى وانقاد لأمر الله لأن بعض الناس يتردد في قبول أمر الله يسمع الآية تتلى عليه فيتردد ويشاور كأنه عرض عليه هذا الأمر من بشر ولذلك قال الله سبحانه وتعالى وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا 36 الأحزاب المسألة هذه يجب أن تكون محسومة عند كل مؤمن أن يقدّم أمر الله سبحانه وتعالى وتقوى الله سبحانه وتعالى على كل أمر ويراعي تقوى الله في كل التفاصيل في حياته ويُبشر بما ضمنه الله سبحانه وتعالى له ولذلك روى أحمد والنسائي أن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البرّ