وهذا الحديث وإن كان لفظه ضعيفًا إلا أنه ورد بمعناه حديثٌ آخر صحيح؛ رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والنسائي -واللفظ له- وابن ماجه في "سننهما"، والطبراني في "المعجم الكبير" بإسناد حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، من حديث معاوية بن جاهمة: أنه جَاءَ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ، وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ»؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَالْزَمْهَا؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلِهَا» | وعلى هذا فنسبة الحديثين المذكورين إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تصح، وإن كان من النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ما يغني عنهما في موضوعيهما ويحمل أكثر من معانيهما |
---|---|
وروى الترمذي بسنده عن النبي - لم -: أنه قال: من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له | · أما السنة المطهرة الصحيحة فقد أكثرت من بيان فضل الأم والوالدين عموما وحضت على طاعتهما، فقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أحق الناس بحسن الصحبة الأم، وكرر ذلك ثلاث مرات، ثم فضل خدمة الوالدين على الجهاد، وقال للرجل الذي طلب منه أن يأذن له في الجهاد وله أم: جاهد فيها، فإن الجنة تحت رجليها؛ فهي السبيل لدخول الإنسان الجنة إذا برها |
قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها.
إن بيان الموضوع للناس هو دفاع عن السنة الصحيحة حتى لا يدخلها غير الصحيح، وهذا ما حدث في موضوعنا هذا | · لقد حكم على هذا الحديث بالوضع الحافظ ابن عدي والإمام العقيلي، والإمام أبو زرعة، والإمام الدارقطني، والإمام ابن حبان، والإمام الذهبي، والإمام ابن حجر، وذكره الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" وقال: هذا حديث موضوع |
---|---|
قال ابن عدي: موسى بن محمد المقدسي منكر الحديث | الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني |
سمعت أحد الخطباء يذكر حديثا قال فيه: الجنة تحت أقدام الأمهات ثم سمعت أحد المشتغلين بالعلم يقول: هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فما الصحيح من ذلك؟ الاجابه للشيخ:محمد صالح المنجد بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:- الحديث بهذا اللفظ غير صحيح، وهو دائر بين الضعف والوضع، وعلى الخطباء أن يستوثقوا من صحة الأحاديث التي يتحدثون بها، وقد اعتنى جماعة من المحدثين بالسنن فبينوا صحيحها وضعيفها فليرجع إليهم فهم أصحاب هذا الشأن، والذي صح من ذلك ما رواه النسائي وغيره- بسند صحيح- أن رجلا أراد الجهاد، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك أم ؟ قال : نعم ، قال : فالزمها ؛ فإن الجنة تحت رجليها ، والمعنى : أنك إذا كنت تريد الجنة فطريقك إليها أن تلزم طاعتها، وبرها، ورعايتها فهذا خير لك من الجهاد إذا كان فرض كفاية.
29وينبغي أن يعلم أن حق الوالدين ثابت ومقرر، وهو من أوكد الحقوق سواء أصح الحديث أم لم يصح، فيكفي ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم | ومنها أيضا ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رغم أنف، ثم رغم أنف |
---|---|
وسئل أبو زرعة عن أبي طاهر المقدسي، فقال: أتيته فحدث عن الهيثم بن حميد وفلان وفلان، وكان يكذب" | هادفين من وراء ذلك إلى إلباس الباطل لباس الحق بنشر الأحاديث الموضوعة على أنها صحيحة |
التفصيل: إن حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات…» بلفظه هذا، حديث موضوع ومنكر، أخرجه ابن عدي في "الكامل" عن موسى بن محمد بن عطاء، حدثنا ميمون عن ابن عباس مرفوعا، وقال: "هذا حديث منكر"، وموسى بن محمد أحد رواة هذا الحديث مجروح، ومعروف بأنه وضاع ومنكر الحديث، ومن ذلك: ما ذكره الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال، قال عنه: "كذبه أبو زرعة وأبو حاتم، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني وغيره: متروك.
15