فضائل الخلفاء الراشدين. فضائل الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم

الخليفة الراشد عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي — رضي الله عنه — الملقب بذي النورين لزواجه من ابنتي الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كان من أوائل من أسلم وهاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة المنورة، وهو ثالث الخلفاء الراشدين تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب — رضي الله عنه - بشورى من المسلمين واتفاق منهم الخليفة الثاني: عمر بن الخطاب — رضي الله عنه -: وهو من أوائل من أسلم، وكان إسلامه — كما وصفه عبدالله بن مسعود — فتحاً، وخلافته رحمة
وقد سمّي أبو بكر بالصّديق لأنّه صدّق النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في خبر الإسراء، وقيل أنّه سمي بذلك لأنّه كان يصدّق النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في كلّ خبر يجيئه من السّماء، وكان أبو بكر يلقب بالعتيق، لأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال له:" يا أبا بكر أنت عتيق الله من النّار " هؤلاء هم الخلفاء الراشدون، صحابة نبلاء، وسادة أشراف، اختارهم الله لصحبة نبيه في حياته، واختارهم لخلافته بعد وفاته، فقاموا بما أوجب الله عليهم خير قيام، فنشروا الدين، وبلغوه مشارق الأرض ومغاربها، وأقاموا العدل، ونبذوا الظلم، فأحبوا الناس، وأحبهم الناس، نسأل الله أن يرزقنا حبهم وأن يوفقنا للسير على خطاهم

ثم غُسل وكُفن ودُفن في حجرتها فهو فيها إلى أن يبعثه الله يوم القيامة.

من أهم فضائل الخلفاء الراشدين انهم كانوا من السابقين للإسلام
كانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل الحق على لسان عمر، وقال أبو بكر إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر
فضل الخلفاء الأربعة وعائشة وحفصة رضي الله عنهم
واختيار المسلمين لهم لم يكن عن محاباة لهم لقرابة أو رهبة أو رغبة وإنما كان لفضائل حازوها، ومؤهلات أهلتهم ليكونوا هم ولاة الأمر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء من بعده، وهذه الفضائل هي ما ذكره الله في كتابه والنبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته، ونحن نذكر نبذة منها لكل خليفة حتى يعلم الناس فضلهم وسبب استحقاقهم خلافة رسول الله — صلى الله عليه وسلم -
فضل الخلفاء الأربعة وعائشة وحفصة رضي الله عنهم
ضرب في شرب الخمر، ثمانين جلدة، وكانت أربعين، وحرم المتعة، ونهى عن بيع أمهات الأولاد
فهذه فضيلة عظيمة لعثمان — رضي الله عنه - إذ عُرف عنه شدة حيائه، وربما إذا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على حالته تلك لم يتكلم بما جاء لأجله، ولخرج دون أن تقضى حاجته، فسوى النبي — صلى الله عليه وسلم — ثيابه مراعاة له ومن فضائله ما رواه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - :« أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خَلَّفَ عليَّ بنَ أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسولَ الله، تُخَلِّفُني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكونَ مني بمنزلة هارون من موسى، غيرَ أنه لا نبيَّ بعدي رواه البخاري ومسلم
وقد أثنى الله على الصحابة في كتابه الكريم وأخبر أنه اصطفاهم لصحبة نبيه وشهد لهم بالإيمان والصدق والفلاح وأخبر أنه قد تاب عليهم ورضي عنهم ووعدهم كلهم بالجنة في آيات كثيرة من كتابه الكريم وفضائلهم والثناء عليهم في السنة النبوية كذلك في غاية الكثرة وكان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية

كان سيدًا من سادات قريش، وغنيًّا من كبار موسريهم.

14
من هم الخلفاء الراشدون بالترتيب
وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى، نعرضها باختصار، كما رواها الطبري، وابن الأثير، وهي: أنه لما طعن عمر بن الخطاب، دعا ستة أشخاص من الصحابة، وهم: علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله؛ ليختاروا من بينهم خليفة، وعلم العباس بالأمر، فقال لابن أخيه علي: لا تدخل معهم، فقال: إني أكره الخلاف، قال: إذن ترى ما تكره، وذهب المدعوون إلى لقاء عمر، إلا طلحة بن عبيد الله، فقد كان في سفر، فلما اجتمعوا عند عمر، قال لهم: تشاوروا فيما بينكم، واختاروا للخلافة واحدًا منكم، ودعا المقداد بن الأسود، وقال له: إذا وضعتموني في حفرتي، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت؛ حتى يختاروا رجلًا منهم، وأحضر معهم عبد الله بن عمر؛ ليكون مشاورًا، وليس له شيء من الأمر، وقم على رؤوسهم، فإن اجتمع خمسة، ورضوا واحدًا منهم، وأبى السادس اختياره، فاضرب رأسه بالسيف، وان اتفق أربعة، فرضوا رجلًا، وأبى اثنان، فاضرب رأسيهما بالسيف، فإن رضي ثلاثة رجلًا منهم، وثلاثة رجلًا منهم، فحكموا عبد الله بن عمر، فأي الفريقين حكم له، فليختاروه، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر، فليكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، فخرجوا من عند عمر، وتلقى العباس عليًّا، فقال له علي: عدلت عنّا -أي: خرجت منا الخلافة-، فقال العباس: وما علمك؟ قال: قرن بي عثمان، وقال عمر: كونوا مع الأكثر، فإن رضي رجلان رجلًا، ورجلان رجلًا، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، فسعد بن أبي وقاص، لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفون، فيوليها عبد الرحمن عثمان، أو يوليها عثمان عبد الرحمن، فلو كان الآخران معي، لم ينفعاني ما دام الرجحان للثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن، فقال له عمه العباس: لم أرفعك في شيء، إلا رجعت إليّ مستأخرًا بما أكره، أشرت عليك عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسأله فيمن هذا الأمر، فأبيت، وأشرت عليك بعد وفاته أن تعاجل الأمر، فأبيت، وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى ألا تدخل معهم، فأبيت، احفظ عني واحدة، كلما عرض عليك القوم، فقل: لا، إلا أن يولوك، واحذر هؤلاء الرهط، فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم لنا به غيرنا، فلما مات عمر، وأخرجت جنازته تصدى علي، وعثمان، أيهما يصلي عليه، فقال عبد الرحمن بن عوف لهما: كلاكما يحب الإمرة، لستما من هذا في شيء، فليصل عليه صهيب، فقد استخلفه عمر بعد طعنه ليصلي بالناس؛ حتى يجتمعوا على إمام، فصلى عليه صهيب، فلما دفن عمر، جمع المقداد أهل الشورى في بيت المسور بن مخرمة، وكانوا خمسة، ومعهم عب د الله بن عمر، وطلحة بن عبيد الله غائب، فتنافس القوم في الأمر، وكثر بينهم الكلام، فقال عبد الرحمن بن عوف: أيكم يخرج نفسه منها على أن يوليها أفضلكم؟ فلم يجبه أحد، فقال: أنا أخلع نفسي منه، فقال عثمان: أنا أول من رضي، وقال القوم: قد رضينا، فقال: أعطوني مواثيقكم على أن ترضوا من أختار لكم، وعليّ ميثاق الله ألا أخص ذا رحم لرحمه، ولا آلو المسلمين، فأخذ منهم ميثاقًا، وأعطاهم مثله، وخلا بعلي بن أبي طالب، وقال له: أرأيت لو صرف هذا الأمر عنك، فلم تحضر، فمن كنت ترى من هؤلاء الرهط أحق به؟ قال: عثمان، وخلا بعثمان، وسأله ما سأل عليًّا، فقال: علي، ثم خلا بكل من الزبير، وسعد بن أبي وقاص، فكلمهما بمثل ما كلم به عليًّا، وعثمان، فقالا: عثمان، ودار عبد الرحمن لياليه، يلقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وافى المدينة من أمراء الأجناد، وأشراف الناس يشاورهم، ولا يخلو برجل إلا أشار عليه بعثمان، حتى إذا كانت الليلة التي يستكمل بها الأجل -وهي ثلاثة أيام، كان عمر حددها لهم، دعا عبد الرحمن أهل الشورى، ودعا الناس إلى المسجد، ونادى عليًّا، فقال له: عليك عهد الله، وميثاقه، لتعملن بكتاب الله، وسنة رسوله، وسيرة الخليفتين من بعده؟ قال: أرجو أن أفعل، وأعمل بمبلغ علمي، وطاقتي، ونادى عثمان، فقال له مثل ما قال لعلي، قال عثمان: نعم، فرفع عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد، ويده في يد عثمان، فقال: اللهم اسمع واشهد، اللهم إني قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان، فبايعه، فقال علي: ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون، والله ما وليت عثمان، إلا ليرد الأمر إليك، فقال عبد الرحمن: يا عليّ، لا تجعل على نفسك سبيلًا، فإني قد نظرت، وشاورت الناس، فإذا هم لا يعدلون بعثمان، وازدحم الناس يبايعون عثمان، وتلكأ علي، فقال عبد الرحمن: فمن نكث، فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بمن عاهد عليه الله، فسيؤتيه أجرًا عظيمًا، فرجع علي يشق الناس؛ حتى بايع، وهو يقول: خدعة وأيما خدعة ، ويقول الطبري: وإنما سبب قول عليّ: خدعة، أن عمرو بن العاص كان قد لقي عليًّا في ليالي الشورى، فقال له: إن عبد الرحمن رجل مجتهد، وإنه متى أعطيته العزيمة، كان أزهد له فيك، ولكن الجهد، والطاقة، فإنه أرغب له فيك، قال: ثم لقي عثمان، فقال له: إن عبد الرحمن رجل مجتهد، وليس -والله- يبايعك إلا بالعزيمة، فأقبل
فضائل الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدون هم الصحابة الذين تولوا الحكم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم — وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي — رضوان الله عليهم — وترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة
فضائل الخلفاء الراشدين
ومن دلائل فضله ما رواه ابن عباس — رضي الله عنهما - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنه ليس من الناس أحد أمنّ علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر رواه البخاري ومسلم