وقال: ولا يطلق غير مضاف إلا على الله — عز وجل — وإذا أطلق على غيره أضيف، فقيل: ربُّ كذا | اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار |
---|---|
من خطبة بعنوان توحيد الأسماء والصفات توحيد الأسماء والصفات أن تعتقد بأن أسماء الله أحسن الأسماء وأن صفات الله أجل الصفات ولا نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه ولا ننفي عن الله إلا ما نفاه الله عن نفسه | الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية يعد توحيد الألوهية هو النوع الثاني من أنواع التوحيد، وفيه يقر المسلم بوحدانية الله وأنه لا إله إلا وهو، وهو وحده خالق هذا الكون ولا شريك له ولا ولد له، لذا فهو التوحيد الذي لك يقر به المشركون لأنهم كانوا يتخذوا من دون الله أندادًا من الآلهة بهدف التقرب إلى الله كما كانوا يدعون، وذلك مثلما ورد في قوله تعالى في سورة الزمر أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ |
وكانوا يقصدون تمهل حتى نكتب.
إقرار مشركي العرب بالربوبية كان مشركو العرب يقرّون الربوبية، وكانوا يؤمنون بأنّ الله هو الخالق، ومع ذلك كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى، حيث كانوا يقرّون بأن الله هو الخالق، وأنّ ما يعبدونه من أصنام لا تشارك الله في الخلق، وأنّ خالق الأرض والسموات هو الله وحده، يقول تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، ويقول تعالى: قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ، فكان مشركو العرب مُقرّين بالربوبية، إلا أنّهم كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى، وهذه هي المشكلة عندهم، حيث إنّهم لم يكونوا مقرّين بالألوهية؛ بل كانوا يعبدون مع الله آلهةً أخرى؛ ويدَّعون أنّهم يعبدونها لتقربهم من الله تعالى، يقول الله تعالى عنهم: أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ | الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية: لغويًا: الفرق بين المفهومين واضح فالربوبية تعني المالك، السيد، بينما الألوهية فتعني التأله , أو الذي يستحق العبادة |
---|---|
إنّ كل هذا الإبداع، والخلق، والتقدير العظيم، يدل على أنّ المدبّر والمُهيمن على هذا الكون كلّه؛ هو خالقٌ واحدٌ، ولو تعدد المنظّم والمدبّر، لاختلفت، وتعددت، وتباينت نواميس الكون أجمع؛ ولذلك فالمدبّر، والمقدّر، والخالق، والمنظّم للكون وشؤونه، وجميع الخلق هو الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي تفرّد بالربوبية خلقاً، وإيجاداً، وتدبيراً | ما المقصود بتوحيد الربوبية في اللغة والاصطلاح؟ ومن الممكن أن نشرح فكرة في كل من اللغة والاصطلاح كما يلي: توحيد الربوبية في اللغة مصدر كلمة التوحيد يعود إلى وحد يوحد توحيدا، وهذا معناه أن يجعل الشيء واحدا فقط، ويقوم هذا التوحيد على كل من النفي والإثبات، حيث نفى أنه لا إله، وإثبات أنه إلا الله، وهذا يعني أنه لا يوجد إله أحق بالعبودية والتوحيد غير الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له |
وكلامهم هذا باطل متهافت، بل إن أصحاب هذا المبدأ انشقوا على أنفسهم، ولعن بعضهم بعضاً، وكفر بعضهم ببعض انظر: الشيوعية لمحمد بن إبراهيم الحمد.
18وهذا باطل، وبطلانه لا يحتاج إلى دليل، بل إن فساده يغني عن إفساده | خالق كل شيء ومدير كل شيء ومعه كل شيء بيده |
---|---|
هذا وقد بيَّن الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه إظهار الحق ما عندهم من التناقض، وكذلك الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه محاضرات في النصرانية | ومما يدل على أهميته ما يثمره من الثمرات العظيمة؛ فالعلم به، والإيمان بمقتضاه يثمر إجلال الرب، وتعظيمه، ورجاءه، ومحبته والخوف منه إلى غير ذلك؛ فلا ينبغي التقليل من شأنه، ولا ترك الحديث عنه، كما لا ينبغي ـ في الوقت نفسه ـ أن يجعل الغاية في التوحيد، كما هو شأن أهل الكلام، بل إن الغاية في التوحيد هو توحيد الألوهية ـ كما سيأتي بيانه ـ |
صفاته أو في نفسه ، والتشديد جاء في الفعل والمصدر بقصد المبالغة ، وأما التوحيد في الاصطلاح فهو إفراد الله تعالى بما يختص به في الإله والإله والصفات والأسماء ، وكذلك الإيمان الصادق بأن الله تعالى ليس له شريك في الألوهية والإله والأسماء والصفات.
27