لستُ متحمساً لسلب هولاء وغيرهم مثل هذا اللقب، ولكنني أعتقد بأن الفيلسوف الأكثر استحقاقاً له في التاريخ الإنساني برمته إنما هو ابن تيمية | التَّفَاطير : النَّبات ينبت عقب أول أمطار الرَّبيع |
---|---|
فَمَنْ عَرَف ذلك لا يَلُومُه على ما يُورِدهُ بَلْ يَقْبَلُ عُذْرَه فيه | وصَرَّحَ الشِّهَابُ في شِفَاءِ الغَلِيلِ بأَنَّهَا من الدَّخِيل |
خامساً: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم لموجب الفطرة ومقتضاها شرطاً، بل ذكر ما يمنع موجبها حيث قال: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه رواه البخاري 1358 ، ومسلم 2658.
29فطرة الجسد هي الجمال والكمال كما خلقها الله | وعلى ذلك، فكل مولود يخلق متهيئا لقبول الإسلام والحق، ومعلوم أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام، واختلافهم إنما هو في فروع الشرائع، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ {آل عمران:19} |
---|---|
وقولُ أَميرِ المُؤْمِنِين عُمَرَ رَضِيَ الله عنه وقد سُئلَ عَن المَذْيِ فقال : هُوَ وفي النّهَاية ذلِكَ الفَطْرُ بالفَتْح هكذا رَواه أَبو عُبَيْد قِيلَ : شَبَّهَ المَذْيَ في قِلَّته بما يُحْتَلَب بالفَطْرِ وهو الحَلْبُ بأَطْرَاف الأَصابِع | الواحدةُ نُفْطُورَة بالضمّ والنون زائدة وإليه ذَهَبَ يعقوب وابْن الأَعْرابِيّ |
وفَطَرَ الأَمْرَ : ابْتَدَأَه وأَنْشَأَه.
25يمكننا أن نفهم مما سبق أن الفطرة هي الجبلة التي جبل عليها المخلوق، فالفطرة البشرية هي ما أودعه الله في الإنسان في تصرفات تلقائية ومعتقدات مثل حب الخير وكراهية الشر، وحب الاطلاع، والحاجة إلى التعلم وغيرها فالإنسان مفطور منذ ولادته على رضاعة أمه، ومفطور على ردات فعل معينة في مواقف معينة | فما تشير إليه الآية السابقة هو هذا النوع من العلوم والتي تسمى بالعلوم الكسبية أما بالنسبة إلى الآيات الأخرى نحو قوله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ، إلى غيرها من الآيات |
---|---|
نَفاطيرُ وَسْمِيٍّ رَواءٌ جُذورُها أي دَعاهُنَّ نَفاطيرُ وَسْمِيٍّ وأَطْفَلَ الليلُ : أَظْلَمَ | وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِمْ مَوْلُودِينَ عَلَى الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونُوا حِينَ الْوِلَادَةِ مُعْتَقِدِينَ لِلْإِسْلَامِ بِالْفِعْلِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا لَا نَعْلَمُ شَيْئًا ، وَلَكِنْ سَلَامَةُ الْقَلْبِ وَقَبُولُهُ وَإِرَادَتُهُ لِلْحَقِّ: الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ بِحَيْثُ لَوْ تُرِكَ مِنْ غَيْرِ مُغَيِّرٍ ، لَمَا كَانَ إلَّا مُسْلِمًا |
الخلاصة: 1- الفطرة هي مبادئ وأصول وقيم، فطر الله الإنسان عليها وهي راسخة ثابتة في النفس الإنسانية ولا يمكن تغيرها أو زوالهما ولكن هذه الأصول الفطرية ليست من قبيل الأمور التي كانت معلومة لديه كما أشار إلى ذلك بعض الفلاسفة من أن هذه الأصول هي ملازمة لبناء الإنسان الذهني وهي سلسلة من المعلومات الذهنية التي تكون لديه منذ ولادته، كما إنها ليست من قبيل المعلومات التي كانت معلومة لديه قبل أن يخلق، أي أن روحه قد تعلمت هذه الأصول قبل أن تخلق في هذا العالم وعندما ارتبطت هذه الروح بالجسد نسيت هذه الأصول فتحتاج إلى التذكير بها بسبب حجب الجسد لهذه المعلومات، إنما هي أصول فطرية تخلق في النفس القابلية والاستعداد للعلم وليست علماً فعلياً فالوليد تكون لديه هذه الأصول في نفسه ولكنها لا تظهر إلا بعد أن يصل إلى مرحلة يستطيع فيها تصور الأمور فيكون إدراكه لها فطرياً.
6