والحقيقة أن مثل هذه العاقبة الجميلة واردة بحق كل من اقتدى بالنبي فعاش حياته ضمن إطار أوامر ربه ونواهيه، مثلما عاش النبي حياته ملتزما بأوامر ربه ومجتنبا لنواهيه | وأما بنعمة ربك حدث فأنت عند حديثك على نعمة الله إياه وذكرك إياها وإظهار ولو شيء منها للناس، فأنت بذلك تكون في تطبيق عملي لتذكر نعمة الله تعالى وعد الانقياد وراء اليأس والإحباط، فقل دائمًا الحمد لله: الحمد لله على نعمة البصر، الحمد لله على نعمة السمع، الحمد لله على نعمة الكلام، والأعظم من ذلك الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، فكن جميلًا ترى الوجود جميلًا، فالله تعالى جميل يحب الجمال |
---|---|
تفاءل بالخير يقول تعالى بعد ذلك مخاطبًا نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم والأمة الإسلامية كلها يحثهم فيها على التفاؤل بقوله تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى ، أي لا تقلق فالله تعالى يعدك بالثواب العظيم والسعادة القريبة، ونحن قريبًا جدًا سندخل الجنة بإذن الله تعالى، فالزمن في الدنيا بالنسبة للآخرة لا يساوي شيئًا، فلا تشعر باليأس، وهل هناك عطاء أكبر من نعم الله تعالى عليك التي لو تفكرت فيها لوجدت أنها تعدل الدنيا بما حوت؟ وهل هناك عطاء أكبر من كون الحسنة الواحدة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء؟ وهل هناك عطاء أكبر من الجنة إن شاء الله تعالى؟ تذكر نعم الله عليك فالله تعالى عدد نعمه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليوقن بأن الله تعالى لم ينساه ويزداد يقينًا وثباتًا بما هو عليه، ولذلك قال تعالى: ألم يجدك يتيمًا فآوى | فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درج المعالي ويمكن له الله دينه، وينصره على أعدائه، ويسدد له أحواله، حتى مات، وقد وصل إلى حال لا يصل إليها الأولون والآخرون، من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب |
ولم تحدد الآية هذا الرضا بسقف زمني، وإنما تتركه مفتوحا يمتد من لحظة الإخبار، أو الوعد، إلى ما بعدها، تماما كما جاء في انفتاح لفظ الآخرة في الآية التي قبلها.
4وهذا يدخل فيه السائل للمال، والسائل للعلم، ولهذا كان المعلم مأمورًا بحسن الخلق مع المتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه، فإن في ذلك معونة له على مقصده، وإكرامًا لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد | بخلاف وعد البشر الذي قد يحتمل الوقوع وعدمه لأنه يحتمل الصدق والكذب |
---|---|
وسواء كانت الآية إخبارا أو وعدا فالنتيجة واحدة؛ وهي أن العطاء سيحصلان حتما | بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالضُّحَىٰ 1 وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ 2 مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ 3 وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ 4 وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ 5 أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ 6 وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ 7 وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ 8 فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ 9 وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ 10 وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 11 |
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالضُّحَى 1 وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى 2 مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى 3 وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى 4 وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى 5 أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى 6 وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى 7 وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى 8 فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ 9 وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ 10 وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 11 السورة السابقة: سورة الضحى السورة التالية: ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ ١٠ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ ١٧ ١٨ ١٩ ٢٠ ٢١ ٢٢ ٢٣ ٢٤ ٢٥ ٢٦ ٢٧ ٢٨ ٢٩ ٣٠ ٣١ ٣٢ ٣٣ ٣٤ ٣٥ ٣٦ ٣٧ ٣٨ ٣٩ ٤٠ ٤١ ٤٢ ٤٣ ٤٤ ٤٥ ٤٦ ٤٧ ٤٨ ٤٩ ٥٠ ٥١ ٥٢ ٥٣ ٥٤ ٥٥ ٥٦ ٥٧ ٥٨ ٥٩ ٦٠ ٦١ ٦٢ ٦٣ ٦٤ ٦٥ ٦٦ ٦٧ ٦٨ ٦٩ ٧٠ ٧١ ٧٢ ٧٣ ٧٤ ٧٥ ٧٦ ٧٧ ٧٨ ٧٩ ٨٠ ٨١ ٨٢ ٨٣ ٨٤ ٨٥ ٨٦ ٨٧ ٨٨ ٨٩ ٩٠ ٩١ ٩٢ ٩٣ ٩٤ ٩٥ ٩٦ ٩٧ ٩٨ ٩٩ ١٠٠ ١٠١ ١٠٢ ١٠٣ ١٠٤ ١٠٥ ١٠٦ ١٠٧ ١٠٨ ١٠٩ ١١٠ ١١١ ١١٢ ١١٣ ١١٤.