فقام أبو بكر —رضي الله عنه وبين المراد وأزال الشبهة | |
---|---|
فالتوبيخ شامل لمرتكب المنكر والساكت عنالنهي عنه ، فقد وبَّخ اللّه تعالى الربانيين والاحبار في سكوتهم عنهم ، وعدمنهيهم عن ارتكاب هذه الموبقات من الآثام والمعاصي ، وهم عالمون بأنّها معاصٍوذنوب ١ |
اتق الله هذا لا يجوز، يا أمة الله! فإن استطاع المسلم أن يغير هذا المنكر بيده أو بلسانه ، وإلا فإنه ينفيه بقلبه ، والله أعلم.
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالأسلوب الحسن والكلمات المناسبة التي تدعو إلى قبول الحق وترغب في الخضوع للاستجابة والإنكار ثلاث مراتب كما بينه النبي عليه الصلاة والسلام، يقول عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، فباليد للأمراء، والرؤساء، وشيوخ القبائل، والهيئة التي أسند إليها ذلك، عليها أن تنكر باليد لإراقة الخمر وتفريق المجتمعين على باطل، أمر الناس بالقوة إلى الصلاة إذا أذن المؤذن أن يقوموا إلى الصلاة إلى أشباه ذلك، وهكذا صاحب البيت يأمر أولاده على بيته وينكر عليهم المنكر باليد وهكذا صاحبة البيت تنكر بيدها إذا رأت المنكر على أهل بيتها إذا كان لها سلطان في البيت بإراقة الخمر إذا وجدته، بكسر آلات اللهو إلى غير هذا من الإنكار باليد، إتلاف الدخان إذا وجد في البيت إلى غير هذا إذا كان لها سلطان قدرة كما يفعل الرجل فمن عجز عن هذا كغالب الناس وسائر الناس ينكر باللسان ولا يقدم بيده إذا كان ذلك يسبب فتناً ونزاعاً وشراً بينه وبين الناس، بل يدع هذا لولاة الأمور ومن أسند إليه الأمر ولكن ينكر باللسان فقط، يا أخي! ٢ لسان العرب ٥ :٢٣٣ | جعل اللّه تعالى الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر من الاوصاف الخاصة بالمؤمنين ، وهما من شؤون ولاية بعض المؤمنين على بعض |
---|---|
ولكي يعلم أفراد الأمّة المسلمة هذهالحقيقة، ويفهموا جيّدا ما هو دورهم في الحياة، فلابدّ وأن يدركوا بأنّ نطقالشهادتين بلا عمل والاهتمام بالوسائل وإغفال المقاصد ليس من الإيمان المطلوب فيشيء، وإنّما هو من إسلام المنافقين الذين قال اللّه تعالى فيهم: « إِذَا جَاءَكَالْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّه وَاللّه يَعْلَمُإِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللّه يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ» |
وهذه الخيرية لا يستحقّها من أقامالصلاة ، وآتى الزكاة ، وصام رمضان ، وحجّ البيت الحرام ، والتزم الحلال ، واجتنبالحرام مع الاخلاص الذي هو روح الإسلام ، إلاّ بعد القيام بالأمر بالمعروف والنهيعن المنكر.
23وذلك إذا كان المنكر المراد رفعه أو المعروف المراد إيجاده وفعله لا يتمكن من القيام به -أي الأمر والنهي- إلا فلان بعينه، فإنه يتعين عليه | فقد بين اللّه تعالى ان الربانيينوالأحبار أثموا بترك النهي عن المنكر والدلالة واضحة على وجوب الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر ، فلو لم يكونا واجبين لما ترتب الأثم على تركهما ، ولما وبّخهماللّه تعالى على سكوتهم ؛ لأنّ التوبيخ يستتبع العمل السيئ ، وترك النهي عن المنكرهو أحد مصاديقه |
---|---|
وفتح القدير ١ : ٣٦٩ |
أولاً ، ثم اللسان ، ثم القلب ، ثم كل مسلم حسب استطاعته.