وحسب علم الكيمياء عند المسلمين أن جابر بن حيان الكوفي- أبرز علمائهم في هذا العلم- يقول فيه " إن المعرفة لا تحصل إلا بالعمل وإجراء التجارب " | ألم تجعل العالم على فوهة بركان متوتر الأعصاب، مقلق النفسية، مرتكزاً على كبسولة القنبلة الذرية وواضعاً يده على مفتاح الصواريخ ؟! ونخص بالذكر كتاب " التصريف لمن عجز عن التأليف " لأبي القاسم خلف بن عباس الزهراوي المتوفى سنة 1107م، إذ ظل هذا الكتاب- بعد ترجمته إلى اللاتينية- المرجع الأساسي الذي اعتمد عليه الأوربيون، وبخاصة داخل الجامعات وكليات الطب، في الجراحة وتجبير العظام طوال عدة قرون تالية |
---|---|
ولم يلبث أن خبا نورها بسرعة ليعود الظلام مرة أخرى يخيم على الغرب الأوربي حتى القرن الحادي عشر | وهذا هو الذي ينسجم مع تعريف الحضارة الإسلاميّة التي يمكن ملاحظتها بأنها: مجموع الأفكار والمفاهيم الإسلاميّة عن الإنسان والحياة والكون ، وهي بهذا تحدد سلوك الإنسان وطريقته في الحياة، ونمط معيشته وتعامله مع الكائنات المحيطة به |
وفي الاصطلاح الحضارة هي كل ما يشتمل على العقيدة، ، ، والأخلاق، والعادات، وهي مجموعة من النظم التي تميز مجتمعاً ما عن غيره من المجتمعات، كما أنها حصيلة ما يكتسبه الفرد في مجتمعه، ولا يزال مفهوم الحضارة من المفاهيم المُختلف على تعريفها؛ بسبب اختلاف النظرة إليها من شخصٍ لآخر، بالإضافة إلى اختلاف المدارس الفكرية واختلاف معنى بين والباحثين، وقد ذهب بعض منهم إلى أن الثقافة هما مصطلحان يحملان معنىً واحداً، وذهب البعض الآخر إلى أن المصطلحين يختلفان عن بعضهما ولكل منهما معنى محدد، حيث بينوا أن الحضارة تقتصر على التقدم المادي للمجتمع، في حين تقتصر الثقافة على أفكار وعقائد الإنسان.
23وأما القول بأن زمام الطب الإسلامي كان في أيدب اليهود ، فقول غريب يدل عام أن صاحبه غير ملم بروح الإسلام وحضارته | والواقع أنه كان من الصعب اقتلاع كل جذور الحضارة الإسلامية اقتلاعا تاما من الأندلس بعد حكم دام ثمانية قرون، ولذا ظلت بعض تلك الجذور باقية ، تشهد- رغم قلتهـا- على أمجاد ، هي أعظم ما عرفته الأرض الأسبانية منذ فجر تاريخها حتى اليوم |
---|---|
وسبق إلى استخدام ربط الشرايين ، ووصف استعداد بعض الأجسام للنزيف وعلاجه بالكى ، وقد زود كتابه برسوم للآلات الجراحية | القاهرة 1963 ، ص 98-99 |
وإذا كان راشدال يعترف ضمنيا بما أسهم به المسلمون في مجال استخدام الأعشاب والنباتات الطبية في العلاج ، فإنه- كعادته- يأبى إلا أن يجعل اعترافه مشوبا، فيقول إنه لا يقلل من إنجازات المسلمين في هذا المجال سوى " أوهامهم وخيالهم الواسع في استخدام بعض الظواهر الكيميائية والتنجيم في العلاج ".