ومن يعمر مساجد الله. [84] قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..}

هناك معنى ثان: وصونها عما لم تبنَ له من الخوض في أحوال الدنيا، ورد في الأثر: جمعت المال مما حلّ وحرم وأنفقته في حله وفي غير حله، فالهناء لكم والتبعة علي لذلك سيدنا سعد بن أبي وقاص يقول: "ثلاثة أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس- من هذه الثلاث - ما سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها"، معنى هذا أن الجنازة تخاطبك مع الأسف نعيش في زمن تملأه الذئاب كما كان يحدّث الإمام المغيّب السيد موسى الصدر الذي جاهد لقيام مجتمع سليم ومتعايش ، لكن المتآمرين على المنطقة غيّبوه كما يعملون في مواجهة كل داعية للإصلاح ، لكنّهم لم يتمكّنوا من الإمام الخميني والجمهورية الإسلامية التي نسأل الله أن تكون الممهدة لدولة الفرج الأكبر التي يطلع فيها على البشرية الإمام المهدي عج والسيّد المسيح ع ليعم العدل والأمن الذي أمرنا أن نمهّد له باتباع وصايا الأنبياء والمرسلين
وَقَوْله " وَأَقَامَ الصَّلَاة " أَيْ الَّتِي هِيَ أَكْبَر عِبَادَات الْبَدَن " وَآتَى الزَّكَاة " أَيْ الَّتِي هِيَ أَفْضَل الْأَعْمَال الْمُتَعَدِّيَة إِلَى بِرّ الْخَلَائِق وَقَوْله " وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّه " أَيْ وَلَمْ يَخَفْ إِلَّا مِنْ اللَّه تَعَالَى وَلَمْ يَخْشَ سِوَاهُ " فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ " قَالَ اِبْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " إِنَّمَا يَعْمُر مَسَاجِد اللَّه مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر " يَقُول مَنْ وَحَّدَ اللَّه وَآمَنَ بِالْيَوْمِ الْآخِر يَقُول مَنْ آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه " وَأَقَامَ الصَّلَاة " يَعْنِي الصَّلَوَات الْخَمْس " وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّه " يَقُول لَمْ يَعْبُد إِلَّا اللَّه ثُمَّ قَالَ " فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ " يَقُول تَعَالَى إِنَّ أُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ كَقَوْلِهِ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا " وَهِيَ الشَّفَاعَة وَكُلّ عَسَى فِي الْقُرْآن فَهِيَ وَاجِبَة وَقَالَ مُحَمَّد بْن إسْحَاق بْن يَسَار رَحِمَهُ اللَّه : وَعَسَى مِنْ حَقّ اللَّه ، يعني: عطاء الله، وهذه الجملة تعليل لما سبق

شيء آخر: المراد بالمساجد في هذه الآية كما قال بعض المفسرين: المراد هو المسجد الحرام وحده لأنه المفرد العلم، الأكمل، الأفضل، قبلة المساجد كلها، وسبب النزول يؤيد هذا القول، وهو مروي عن عكرمة أن يعمروا مسجد الله، المقصود به بيت الله الحرام، وقال، آخرون المراد به جميع المساجد لأنه جمع مضاف فيعم ويدخل فيه المسجد الحرام دخولاً أولياً.

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ
أي هذا الميت ألقى كلمة قبل أن يموت بليغة فصيحة، وأوصى أهله أن يُسمعوا المشيعين هذه الكلمة، والحقيقة إن في معالجة جسد خاوٍ لعبرة، وكفى بالموت واعظاً يا عمر
عِمارة المساجد وآدابها
وحتّى نحصّل إكرام الله لنا في زيارة المساجد علينا أن نلتزم بآداب المسجد من لحظة وقوفنا على باب المسجد للدخول ؛ فنشعر أنفسنا بأننا ندخل بيت من بيوت الله الكريم الجبار القادر ؛ لنشعر برهبة المكان ، وعلينا أن نلتزم بآداب المسجد الواردة عن المعصومين ع : أولاً : أن نبدأ عند دخول المسجد بتقديم الرجل اليمنى وعند الخروج باليسرى
آيات الأحكام
وإنني أحث كل مسلم يريد أن يُخرج شيئاً من ماله ليكون صدقة جارية له بعد مماته سواء كان ثلثاً أو أقل أن يُخرجه الآن في حال الحياة والصحة وأن يصرفه في شراء أرض مسجد أو مدرسة إسلامية أو مكتب للدعوة أو سكن لطلاب العلم أو لعمارة ذلك سواء كان ذلك في جميعه أو في بعضه ليكون له أجر مستمر وصدقة جارية إلى يوم القيامة و ليسلم ورثته من بعده من النزاع والشحناء
وقل مثل ذلك أيضًا فيما يقع من هذا القبيل في الحرم، فلربما يستأجر من يجلس في مكان يعطى مقابل أجرة من أجل أن يبقى هذا المكان محجوزًا دائمًا لزيد أو لعمرو، يعني يأتي شخص ويعطي إنسانًا أجرة ويقول له: كل يوم سأعطيك كذا، أو كل شهر سأعطيك كذا، كل يوم تأتي من بعد صلاة العصر وتضع هذا الفراش أو هذه السجاد وتجلس في هذا المكان، فإذا أتيت أنا بعد المغرب أجلس بين المغرب والعشاء أجد المكان مهيأ، والناس يأتون قبل ذلك، ويأتون في أوقات مبكرة ولا يجدون مكانًا يجلسون فيه أو لا يجدون في هذا الموضع الذي قد يقصدونه لقربه من الإمام أو نحو ذلك فلا يجدون فيه موضعًا، والسبب أن هذا قد حجزه بهذه الطريقة، وهذا حجزه وهم في بيوتهم، فهذا لا يصح، ولا يستأجر لهذا فطوبى لعمّار المساجد بالبناء والحضور فيها شرط أن تكون النيّة في ذلك خالصة لله سبحانه ؛ إذْ إنّ الإخلاص هو شرط قبول الأعمال ، فحينما يتطهّر العبد في البيت ويقصد المسجد للعبادة والتفقّه يرجو ما عند الله سبحانه فإنّ الملائكة ترافقه وتستغفر له حتى يرجع والمؤمن العاقل هو الذي يختار ما ينتفع به يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم
والعمارة المعنوية للمساجد بالصلاة فيها، وتلاوة كتاب الله، والذكر، والدعاء، وإقامة دروس العلم وحضورها، قال الله عز وجل: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، فإن الخوف عبادة من أجل العبادات وأفضل القربات التي يجب صرفها لله عز وجل، وصرف هذه العبادة لغير الله عز وجل شرك، ولهذا سيأتينا عند الكلام على أقسام التوحيد، أن من أقسام الخوف ما يكون شركاً أكبر، ومنه ما يكون شركاً أصغر، ومنه ما يكون بدعياً، كما سيأتي إن شاء الله بيانه

وفي الحديث قال رسول الله ص لأبي ذر رض : يا أبا ذر من جلس في مسجد منتظراً العبادة والصلاة، كان له بكل نفسٍ يتنفسه درجة في الجنة، وكانت الملائكة تُصلي عليه مادام في المسجد.

4
[84] قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..}
فيستفاد من مفهوم هذه الآية الكريمة أن من يعمر المساجد ويسعى في إصلاحها مأجور عند الله، قد عمل عملاً صالحاً، يحمد عليه في الدنيا والآخرة
[47] من قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} الآية 114
منذ 2013-03-08 من أجَل الأعمال وأعظمها منزلة عند الله تعالى عمارة المساجد بيوت الله، وأحب البقاع إليه عمارة حسية ومعنوية، حسية بتوقيف الأرض وبالبناء والترميم والتنظيف
[84] قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..}
إن للمسجد آداباً يشرع مراعاتها من ذلك: أنه يسن لمن أراد أن يدخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى وأن يقول: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم» رواه أبو داود ، وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يقول: «اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك» رواه ابن ماجة
وعمارة المسجد بالتردد عليه يعتبر كالمرآة الصافية التي تعكس أحوال الناس ومدى رغبتهم في الخير وبذلك يتضح المؤمن من المنافق، فقد روى الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان» فعلينا بالمساجد وحضور مجالس العلماء ومزاحمتهم بمجالسهم لنتعرّف على الإسلام المحمدي الأصيل لأنّ قوى الكفر والطغيان عملت وتعمل جاهدةً للنيل من الإسلام دين الرحمة والعفو والمحبة
وأفضل الجماعة خلف العلماء ، عن الصادق ع : الصلاة خلف العالم بألف ركعة

قال رحمه الله تعالى: وعن رضي الله عنه مرفوعاً: ، الضعف ضد القوة والصحة.

التفريغ النصي
والجواب الثاني أن يقال: إن القاعدة في هذا هي أن أفعل التفضيل تمنع من الزيادة ولا تمنع من التساوي، فإذا قلت: زيد أكرم الناس، ثم بعد مدة قلت: عمرو أكرم الناس، فالمقصود أنه فاق غيره في هذا، أي أن أصل أفعل التفضيل في اثنين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر، زيد أكرم من عمرو، فإذا قلت: زيد أكرم الناس، فهذا لا ينفي أن يكون أحد من الناس يماثله في الكرم، ويساويه، لكن لا يزيد عليه، فإذا قلت: لا أحد أظلم ممن فعل هذا الفعل فإنه لا يفوقه أحد من الناس، ولكن لا يمنع ذلك من وجود من يساويه، فيكون بهذا الاعتبار، ومن أظلم، لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله، ولا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبًا، ولا أحد أظلم من كذّب بآيات الله -تبارك وتعالى- فكلهم متساوون إذ بلغوا الغاية العظمى في الظلم لكن لا يزيد أحدهم على الآخر
آيات الأحكام
بعد أن فشلت الحروب الصليبية في القضاء على الإسلام عادوا إلى محاولات اليهود لتشويه الإسلام من خلال الترويج للروايات المكذوبة على النبي ص ، وتشجيع الحالات المنحرفة والشاذّة من أيام مستر همفر البريطاني مع محمد بن عبد الوهاب ؛ الذي انتهج التشدّد وتكفير من خالفه ، حتى ولدت حالات تكفيرية برعاية المخابرات الأمريكية والغربية والصهيونية ليعطوا صورة سيّئة عن الإسلام وليوجدوا حاجزاً بين الإسلام المحمدي الأصيل الذي صارت تتطلّع إليه الشعوب الغربية نتيجة الفراغ الروحي الذي تعيشه ورأت أنّ الإسلام الصحيح يملأ هذا الفراغ ، فعملت المخابرات الدولية على تنفير هؤلاء من الإسلام
عُمَّار المساجد
وكذلك أنه لا يُخاف غيره سبحانه وتعالى، وإنما الخوف له سبحانه وتعالى