وبالنِّسبة للجمع؛ فإنَّ الصَّلوات التي تُجمع هي: صلاتيِّ الظُّهر والعصر معاً، وصلاتيِّ المغرب والعشاء معاً، ويتمُّ ذلك في وقت أحدهما، فإن كان في وقت الصَّلاة الأولى -الظُّهر أو المغرب- سُميِّ جمع التَّقديم، وإن كان في وقت الصَّلاة الثَّانية -العصر أو العشاء- سُميِّ | استقبال القبلة ومن شروط صحة صلاة المغرب هو استقبال إلا في حالات الخوف الشديد، فمن صلّى إلى غيرِ القبلة وهو قادرٌ على استقبالها، فصلاتهُ باطلةٌ بإجماعِ أهلِ العلمِ، حيثُ قال الله تباركِ وتعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}، فمن شروطِ صحة صلاة المغرب التوجه نحو المسجدِ الحرام كما أمرَ تعالى، ولما نُقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث المُسيء في الصلاة أنَّهُ قال له: "ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ" |
---|---|
الأدلة: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- فِعْلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما في حديث جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وفيه: «حتَّى أتى المُزْدَلِفةَ فصَلَّى بها المَغْرِبَ والعِشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجَعَ حتى طلَعَ الفَجْرُ، وصلَّى الفَجْرَ حين تَبَيَّنَ له الصبحُ، بأذانٍ وإقامةٍ، ثم رَكِبَ حتى أتى المشعَرَ الحرامَ، فاستقبَلَ القبلةَ، فدعا اللهَ تعالى وكبَّرَه وهلَّلَه، فلم يَزَلْ واقفًا حتى أسفَرَ جِدًّا، فدفع قبل أن تطلُعَ الشَّمْسُ» | في وقتها ؟ لعله من الأسئلة التي يبحث عنها أولئك المستجدون في الصلاة، بعدما هداهم الله سبحانه وتعالى ووفقهم إلى خير ما يحبه ويرضاه، حيث إن الصلاة من أركان الإسلام الخمسة ، فنجده عز وجل يأمرنا بالمحافظة على الصلوات وتأمل خلقه وتدبر آياته في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، وحيث إن صلاة المغرب تعد آخر صلوات النهار، إلا أنها تختلف عن صلاة العصر والظهر، فصلاة المغرب وتر فيما أن عدد ركعات النهار أربع، وهو الأمر الذي يطرح سؤالا: ما فضل صلاة المغرب في وقتها ، ومن ثم لاغتنام فضلها العظيم؟ |
الصلوات التي تُجمع وتُقصر في السفر في السَّفر هي صلاة الظُّهر، والعصر، والعشاء، وأمَّا صلاتيِّ المغرب والفجر فلا تُقصران، وبناءً على ذلك تؤدَّى صلاة الظُّهر، والعصر، والعشاء ركعتين في حال السَّفر، وتبقى صلاتيِّ الفجر والمغرب على حالِهما، أما سبب اقتصار القَصر على الصَّلاة الرُّباعية دون الثُّلاثية والثُّنائية فذلك لأنه إذا قُصرت صلاة الفجر يبقي من الصَّلاة ركعة واحدة، ولا نظير لها في الفرض، وإذا قُصرت صلاة المغرب والتي تعد وتر النَّهار -كما رود في الحديث الشريف- بطلَ كونها وتراً، ولأنَّ القصر هو سقوط نِصف الصَّلاة، وبعد سقوط نِصف صلاة الفجر والمغرب لا يَبقى نِصفٌ مشروع.
واستدلوا بحديث: «إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم» | الجمع بين المغرِب والعشاء بأذان واحد وإقامَتين يُجمَعُ بين المغرِبِ والعِشاءِ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، وهذا مذهَبُ الشَّافعيَّة، والحَنابِلة ، وبه قال زُفَرُ والطحاويُّ مِنَ الحَنَفيَّة، وعبدُ الملِك ابنُ الماجِشون مِنَ المالِكيَّة، واختاره ابنُ المُنْذِر، وابْنُ حَزْمٍ وغيرهم |
---|---|
أمَّا صلاة التَّطوّع؛ مثل صلاة الضُّحى، وصلاة قيام اللّيل وغيرها، فتُشرع في السَّفر كما هو الحال في الحضر، حيث اتَّفق العلماء على استحباب النَّوافل المُطلقة في حال السَّفر |
لكنّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يداوم عليه مثل قصر الصَّلاة.
15ثانيًا: أنَّه يُستَحَبُّ الدُّعاءُ بعدها، فاستُحِبَّ تقديمُها؛ ليَكْثُرَ الدُّعاءُ | قال: حدثني بهِنَّ، ولو استزَدْتُه لزَادَني»، لأجل ذلك كلِّه كان الأوْلى والأكمل أداء الصّلاة على وقتها، غير أنَّ تأخيرها لآخر الوقت ليس حرامًا، لكنَّ اعتياده دون عُذرٍ قد يؤدّي إلى الحرام بترك صلاة الجماعة، والتَّكاسُل والتَّهاوُن في أداء الصَّلاة |
---|---|
كم ضيع من الثواب، وهل يمكن تعويض ما فاته بصلاتها قضاء؟ ، لعله سؤال مهم تنبع أهميته من أن صلاة ال مغرب هي آخر صلوات النهار المكتوبة، التي ورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ » الآية 238 من سورة البقرة، من هنا تأتي أهمية معرفة ؟ لتعويض واغتنام فضلها العظيم، الذي أخبرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثير من نصوص السُنة النبوية الشريفة، وأوصانا بتعجيل الصلاة والمحافظة عليها | وحديث أبي أيوب مرفوعا: «بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم» |
مبطلات صلاة المغرب والصَّلاةُ كباقي الأعمال التي فرضها الله تعالى، إن حدثَ فيها أمرٌ مما نهى الله عنه فإنها تُعدُ باطلةً، والصَّلاةُ تبطُلُ بأمرين بوجودِ فعلٍ يحرمُ بها، وبتركِ ما أوجبه الله فيها، وعليه فإن مبطلات صَّلاة المغرب ما يأتي: الأكل والشرب عمدًا فمن أكلَ أو شربَ متعمدًا في صلاةِ المغرب فإن صلاته تبطل ولا تكونُ صحيحة، وقد وقعَ الإجماعُ من على بُطلانِ صلاة الفريضة إن أكلَ المُصلي أو شربَ عمدًا، حيثُ قال ابن المنذر: "أجمع أهل العلم على أن من أكل أو شرب في صلاة الفرض عامداً أن عليه الإعادة"، وقال الجمهور بأن صلاة التطوع تبطلُ أيضًا باالأكلِ أو الشربِ متعمدًا؛ لأنَّ ما يُبطل الفريضة يُبطل ، ومن أكلَ أو شربَ ناسيًا وجاهلًا بالحكم فلا تبطلُ صلاته على أرجحِ أقوالِ أهلِ العلم، وهو ما قاله والحنابلة، ولا تبطلُ صلاة المغرب في حالِ ابتلعَ المصلي شيئًا من ما بين أسنانِهِ إذا كانَ حجمه أقل من حبة الحمص.
14