وقوله تعالى: {في ليلة القدر} من العلماء من قال: القدر هو الشرف كما يقال: فلان ذو قدر عظيم، أو ذو قدر كبير أي ذو شرف كبير، ومن العلماء من قال: المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في السنة لقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ | قال ابن حجر : وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي ، منها في صحيح مسلم عن أبي بن كعب " أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها " وفي رواية لأحمد من حديثه " مثل الطست " ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود وزاد " صافية " ومن حديث ابن عباس نحوه |
---|---|
وإذا تأملت الخلق وجدت هذه السنة الربانية ظاهرة فيه، فهو سبحانه قد اختار من الروح وهو جبريل، كما فضَّل الأنبياء على البشر وفضَّل المرسلين على الأنبياء وفضَّل أولي العزم على المرسلين واصطفى من أولي العزم الخليلين، وفضل من الأماكن مهبط الوحي، وهكذا فهي سنة جارية له سبحانه وتعالى يجتبي فيها من مخلوقاته ما يشاء | قال: فسّر رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه" |
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ : قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
16ونذكر هاهنا شيئاً يسيراً في مايخص هذه الليلة المباركة ، من تفسيراً لسورة القدر ، والأحاديث الواردة في صحيح البخاري عن هذه الليلة | كالتاريخ الماضي وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " { تحروها في العشر الأواخر } وتكون في السبع الأواخر أكثر |
---|---|
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إن معنى " ليلة القدر خير من ألف شهر" هو جبران الخواطر فالأمم السابقة كانت أعمارها طويلة وأعمار أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما حدثنا ما بين الستين والسبعين | هذا إذا وصلت لهذا العمر وما وافتك المنــيّه بسيارة :car: أو طيارة أو مرض لا قدر الله!!!! اللّهم ارزقنا عملاً صالحاً يُقرّبنا إلى رحمتك، ولساناً ذاكراً شاكراً لنعمتك، وثبتنا اللّهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عـبيدك المذنبون، فارحمنا برحمتك، وجُدْ علينا بفضلك ومِنَّتك، واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم |
والله حرام نضيع هالفرصة من أعمارنا.
26